الرئيسية / دراسات وتقارير / 4 سنوات بالمنفى.. هل يعود نواز شريف لحكم باكستان؟

4 سنوات بالمنفى.. هل يعود نواز شريف لحكم باكستان؟

بقلم: محمد العقاد- الجزيرة
الشرق اليوم– ما أن أعلن عن حل البرلمان والحكومة الفدرالية في باكستان، حتى انتشرت تقارير تتحدث عن عودة رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف قادما من بريطانيا، في وقت تستعد البلاد لإجراء انتخابات عامة خلال الأشهر القليلة القادمة.

وشريف هو الزعيم الروحي لحزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف) وقد غادر البلاد عام 2019 لتلقي العلاج في بريطانيا، بعد أن منحه القضاء كفالة قانونية تمكن بموجبها من المغادرة والبقاء منفيا، لتجنب حكم بالسجن 7 سنوات بسبب مزاعم فساد.

وكان قد أقيل من منصبه عام 2017 بسبب مزاعم فساد فيما عرف آنذاك بـ “وثائق بنما” التي طالت زعماء دول وشخصيات مشهورة حول العالم، حيث طالته تهم بغسل الأموال وعدم كشف ممتلكاته بالخارج، مما عد تهربا من الضرائب وإخفاء للممتلكات.

ولم تكن المرة الأولى لخروج شريف من الحكم، فقد أقيل المرة الأولى عام 1993 بعد أقل من 3 أعوام بقرار من رئيس البلاد آنذاك، في فترة كانت تسودها الخلافات السياسية بين الأحزاب، ثم انقلب عليه الجيش في فترته الثانية عام 1999، ليكون أحد أبرز الزعماء الباكستانيين الذين لم يكملوا فتراتهم القانونية.
عودة محتملة
وفقا لصحيفة “إكسبرس تربيون” الباكستانية الأربعاء الماضي، قال القيادي البارز في حزب الرابطة ووزير الداخلية السابق رانا ثناء الله إن حزبه حصل على الضمانات التي سعى إليها بشأن عودة نواز شريف، مضيفا أن تبرئة الأخير من المحاكم أصبحت شبه مؤكدة، وأن عودته باتت مؤكدة الآن.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن عودة شريف قد تكون خلال شهر واحد فقط من الآن، وفقا لمصدر من عائلة شريف، الذي قال لقناة “جيو نيوز” قبل يومين إن شريف سيصل البلاد بعد شهر، مما يعني أنه سيكون في باكستان منتصف سبتمبر/أيلول القادم.
ووفق “جيو نيوز” فإن محامي عائلة شريف وعددا من مساعديه نصحوه بالحضور إلى باكستان فور إنهاء زيارته لأوروبا والشرق الأوسط، والتي بدأت قبل شهرين وانتهت الأسبوع الماضي، وعاد بعدها إلى لندن.

ونقلت القناة عن مصدر شارك بالمفاوضات والترتيبات أن “قرار شريف بالعودة بعد إكمال ما يقرب من 4 سنوات من المنفى نهائي، وكل شيء على ما يرام”.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد المصدر أن شهباز (رئيس الوزراء السابق وشقيق شريف) سيصل لندن في غضون أسبوع للقاء شقيقه، كما أن قيادات رفيعة -من حزب الرابطة بمن فيهم ثناء الله ووزير الدفاع خواجة آصف- سيصلون في غضون 3 أسابيع.

وأشار المصدر إلى أن حزب الرابطة يخطط لتنظيم استقبال كبير لشريف بمدينة لاهور عاصمة البنجاب (شرق) أكبر الأقاليم الباكستانية، والذي يعتبر المعقل الانتخابي لحزب الرابطة.

وقالت صحيفة “باكستان أوبسيرفر” إن قيادات الحزب -الذين سيتوجهون إلى لندن- قد استدعاهم شريف للتشاور حول المداولات القانونية والسياسية المتعلقة بعودته.

استدراك أخطاء الماضي
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي رعاية الله فاروقي إن المؤسسة العسكرية قد فرضت بالقوة حكومة عمران خان عام 2018، ولذلك “فإن المؤسسة أدركت خطأها والآن سيعيدون إحياء البلاد سياسياً”.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف فاروقي أن التعافي السياسي لن يكون ممكنا بدون عودة شريف الذي أجبرته المؤسسة العسكرية على ترك السياسة بمساعدة القضاء.

واعتبر أن البلاد تعاني من أزمة سياسية واقتصادية، وأن المؤسسة تدرك ذلك جيدا، ولهذا السبب أعلن الجيش بوضوح مرات عديدة أنه لن يتدخل في السياسة بعد الآن و”في هذا الوضع نأمل ألا يكون هناك صدام بين شريف والجيش”.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد مهدي أن عودة شريف خاتمة للوضع ونتيجة فشل حكومة عمران خان، وقد كان واضحا تماما أن الرغبة في إنهاء سياسة شريف قد فشلت وهو يزداد قوة سياسيا يوما بعد يوم.

وفي حديثه للجزيرة نت، توقع مهدي أن المؤسسة العسكرية يمكن أن تغير من سياساتها، ويعلل ذلك بأنه إذا استمرت السياسة السابقة للمؤسسة خلال حكومة شريف المقبلة، فلن تحصل على دعم المجتمع الدولي، وستزيد المشاكل التي ستؤدي إلى إضعاف الاقتصاد المتدهور أصلا.
هزيمة عمران خان
في الإطار ذاته، ومنذ الإعلان عن حل البرلمان والحكومة تمهيدا لإجراء الانتخابات، تحدث وزراء سابقون حول إمكانية تأجيل الانتخابات. وتأكيدا على ذلك، أعلنت لجنة الانتخابات أمس قرارها بإكمال إجراءات ترسيم الحدود للدوائر الانتخابية، وفقا للتعداد الرقمي الجديد.

ووفقًا للجدول الزمني المعلن عنه في إشعار اللجنة، فإن تاريخ النشر النهائي للترسيم هو 12 ديسمبر/كانون الأول القادم، مما يعني أن الانتخابات لن تتم خلال فترة 90 يوما الدستورية، وفقا لصحيفة “إكسبرس تربيون”.

في هذا السياق، يقول فاروقي إن حزب الرابطة يريد تأجيل الانتخابات إلى فبراير/شباط من العام المقبل، لذلك خلال هذه الفترة يمكن لشريف مواجهة قضاياه، مضيفا “إذا تمت تبرئته من القضايا، فسيكون قادرا على القيام بحملة بثقة أكبر وربما يصبح رئيس الوزراء المقبل”.

بينما يعتقد مهدي أن الانتخابات ستجرى في وقت ما بين منتصف فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار القادم.

كما يعتقد أن شريف يتمنى إجراء الانتخابات بطريقة تسمح له وأيضا لعمران خان وجميع الأحزاب السياسية بدخول الانتخابات بالكامل “حتى يُهزم عمران خان في ساحة سياسية شفافة”.

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …