بقلم: راجان مينون
الشرق اليوم- إن الجيش الروسي ليس نمرا من ورق، لكن الدرس الصحيح الذي يجب استخلاصه من الحرب في أوكرانيا هو أن الأوروبيين قادرون تماما على الدفاع عن أنفسهم.
ولكن تتصرف أوروبا وكأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها ضد روسيا.
وأفادت دائما رواية المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، أن روسيا مصممة على الهيمنة على جيرانها، مما يشكل تهديدا عسكريا خطيرا لأوروبا بأكملها، ودعمت قرارات فنلندا والسويد بالانضمام إلى الناتو هذ الفكرة، وكان الإجماع في الغرب على أن بوتين قد حوّل الجيش الروسي إلى آلة قتال هائلة، لكن الواقع يؤكد أن أداء الجيش الروسي في أوكرانيا كان متواضعا.
حان الوقت لتدافع أوروبا عن نفسها
إن الدول الأوروبية يمكنها توحيد قواها وإعداد القوة العسكرية الكافية لردع روسيا أو هزيمتها، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لأن تكون أوروبا جادة بشأن دفاعها.
وبمقارنة قوة أوروبا وقوة روسيا في عدة مجالات، فإن أوروبا في وضع أقوى بكثير من روسيا. ففي العام الماضي بلغ إجمالي الناتج المحلي للاتحاد الأوروبي 16.6 تريليون دولار، وروسيا 2.2 تريليون دولار. وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي، حتى بدون بريطانيا، لديه اقتصاد أكبر بـ7 مرات من اقتصاد روسيا.
أما عن التكنولوجيا، وهي عنصر مهم للحرب المعاصرة ولقياس القوة، فلا توجد صناعة للإلكترونيات المتطورة مثل السيارات الفاخرة أو أي صناعة تتضمن الذكاء الاصطناعي يعود أصلها إلى روسيا، إلا القليل للغاية. كما أن السجل المختلط لبعض المعدات الروسية عالية الجودة المستخدمة في ساحات القتال في أوكرانيا مثل بعض الصواريخ والدفاعات الجوية الأكثر تقدما وحتى أجهزة الراديو الميدانية يؤكد أن هذه الصناعات اعتمدت جميعا على المكونات الأساسية المصنوعة في الولايات المتحدة أو أوروبا أو اليابان أو كوريا الجنوبية.
التخلي عن اللجوء لأمريكا
ومع ذلك، تتصرف أوروبا كما لو أنها لا تملك القدرة على صد هجوم روسي، وتستمر في اللجوء إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري.
سيركز الجيش الأمريكي -شئنا أم أبينا- بشكل متزايد على منطقة آسيا والمحيط الهادي مع تقدم القرن الحالي الـ21. ولذلك يجب على الأوروبيين التركيز على الدفاع عن قارتهم والتخلي عن المناقشات التي دامت عقودا مع أمريكا بشأن تحسين تقاسم الأعباء وأن تكون جادة بشأن تحمل أعباء الدفاع عن نفسها.
ترجمة: الجزيرة