بقلم: ماكس بوت وغوش روجين
الشرق اليوم- في الفترة التي سبقت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل يومين في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، كانت كل الأنظار متجهة إلى الآفاق التي قد يمنحها الحلف لأوكرانيا عندما تصبح عضوا. ولم يتوقع أحد منح كييف العضوية الكاملة بينما كانت حربها مع روسيا لا تزال مستمرة.
ولكن كان من المتوقع وجود إشارة ما واضحة، ولم تأت. الأمر الذي جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما علم بمضمون البيان النهائي لقادة الناتو، يغرد غاضبا وهو في طريقه إلى فيلنيوس قائلا إنه “غير مسبوق وغير معقول” عدم تحديد إطار زمني لعضوية أوكرانيا في الناتو. وكان أعضاء الوفد الأميركي “غاضبين” من فورة زيلينسكي، وبحسب ما ورد حثوه في اجتماع خاص على التهدئة وتقبل المساعدة الأمنية التي كان قد وُعد بها.
فما الذي يترتب عليها من آثار على مستقبل الحرب في أوكرانيا؟
التركيز يجب أن ينصب الآن على توفير أكبر عدد من الأسلحة لأوكرانيا من أجل نجاح هجومها المضاد ودحر العدوان الروسي. وعلى هذه الجبهة يقف حلفاء الناتو بحزم
وكان واضحا تماما أن التحالف لم يكن موحدا بشأن انضمام أوكرانيا في أي وقت. ومع ذلك لفت إلى وجود مخاوف مشروعة، منها أنه إذا قبل انضمامها إلى الحلف في أي وقت قريب، فإن هذا يجعله طرفا مباشرا في نزاع مع دولة مسلحة نوويا (روسيا).
وإن التركيز يجب أن ينصب الآن على توفير أكبر عدد من الأسلحة لأوكرانيا من أجل نجاح هجومها المضاد ودحر العدوان الروسي، وعلى هذه الجبهة يقف حلفاء الناتو بحزم.
وبمناقشة التساؤل: هل كانت قمة الناتو فوضى دبلوماسية؟ فإن القضية برمتها، أي عضوية الناتو، بأنها ذريعة وإلهاء ومسألة سخيفة، لأن الجميع كان يعلم أن الولايات المتحدة ستعارض دائما الإشارات الحقيقية لتسريع عضوية أوكرانيا. ورأى أنهم كانوا سيخرجون بترهات لن يكون الجميع سعداء بها، وكل الجدل الناتج يبدو غير ضروري على الإطلاق.
وأما عن تساؤل إمدادات الأسلحة إلى أجل غير مسمى، وهل ستكون هذه حربا أبدية؟ فإن المشكلة في هذا الإطار هي افتراض أنه إذا أوقف الدعم لأوكرانيا، فإن الحرب ستنتهي.
ولكن يشار إلى أن الأوكرانيين مصممون على القتال بمساعدة الغرب أو بدونه. ولذلك إذا أريد حقا تجنب الحرب إلى الأبد، فإن أفضل شيء يمكن للغرب القيام به هو دعمهم.
ووفقا لما سبق فإن الطريقة الوحيدة للحصول على فرصة واقعية لعضوية الناتو هي إذا تمكنت أوكرانيا وروسيا من تحقيق مأزق مستدام. شيء مثل تقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية، أو تقسيم كوريا إلى جنوبية وشمالية، حيث يوجد حدود ثابتة بشكل واضح للغاية يتم تحصينها من كلا الجانبين. ثم ترسل الولايات المتحدة إشارة مفادها أنك إذا تجاوزت هذا الخط فستكون حربا.
ترجمة: الجزيرة