الشرق اليوم- بعد أن أطلقت شركة “ميتا” تطبيق “ثريدز “Threads الجديد المنافس لتطبيق “تويتر” بدأت المخاوف تتعالى بشأن الخصوصية والتنافس، كما تصاعدت التصريحات المهاجمة بين مالك “تويتر” إيلون ماسك، ورئيس شركة “ميتا” مارك زوكربيرغ.
ووفقا لبيانات شركة “ميتا” فإن أعداد متابعين منصة “ثريدز” الجديدة، اقتربت من عتبة الـ100 مليون متابع في غضون أيام قليلة، لتزيد بذلك الضغوط على منصة “تويتر” ومالكها.
واللافت في هذا التطبيق أنه فاق غيره من التطبيقات الأخرى في سرعة اكتساب الشهرة والرواج، فـ”تشات جي بي تي” نجح في تسجيل نحو 100 مليون مستخدم خلال شهرين من إطلاقه، فيما وصل عدد مستخدمي “تيك توك” إلى 100 مليون في تسعة أشهر، أما “إنستغرام” فقد احتاج إلى عامين ونصف للحصول على 100 مليون مستخدم.
ما هو “ثريدز”؟
على غرار “تويتر”، يركز تطبيق التواصل الاجتماعي الجديد على المنشورات النصية، سامحاً للمستخدمين بنشر نصوص يصل حجمها إلى 500 حرف كحد أقصى، وفيديوهات تصل مدتها إلى خمس دقائق، وروابط لمواقع أخرى، إضافة إلى الصور.
ويتم تحميل تطبيق “ثريدز” من متجري “غوغل بلاي” Google Play أو “أبل بلاي” Apple Play على الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل “آندرويد” أو “آي أو أس”.
وبإمكان الأشخاص الذين يمتلكون حسابات على تطبيق “إنستغرام” إنشاء حسابتهم والاشتراك في التطبيق، مع قدرة المستخدمين على تحديد ما إذا كانوا يريدون جعل حسابهم خاصاً أو متاحاً للعامة قبل الشروع في النشر.
لماذا الآن؟
يلخص زوكربيرغ فكرة إطلاق تطبيق “ثريدز” الجديد التابع لمنصة إنستغرام، التابعة بدورها لشركة “ميتا”، أو كما نعرفها سابقا بشركة فيسبوك، أن “سوق التواصل الاجتماعي بحاجة، لنسخة جديدة من “تويتر”، لكنها مستقرة تقنيا، وتملك تأثير شبكة ضخمة، ولا تخضع لأهواء وتصرفات إيلون ماسك العجيبة”.
ووفقا لتصريحات رئيس “إنستغرام” آدم موسيري، فإن المشكلات الأخيرة التي تتعرض لها منصة “تويتر” بعد انتقالها لملكية إيلون ماسك، أتاحت الفرصة لتطوير تطبيق منافس في سوق التواصل الاجتماعي.
وبالنسبة للتوقيت، فقد اختاره زوكربيرغ ببراعة لإطلاق تطبيقه، في وقت يعاني فيه “تويتر” من مشكلات تقنية اضطرته إلى تحديد عدد التغريدات التي يمكن للمستخدم مشاهدتها.
أوجه التشابه والاختلاف بين “ثريدز” و”تويتر”
شكليا، يشبه تطبيق “ثريدز” بشكل كبير تطبيق “تويتر”، إذ يحتوي على خيارات للنشر واقتباس موضوع والبحث والإعجاب بالمشاركات والرد عليها وعرض “النشاط” المرتبط بما تنشره، كما إن التطبيق الجديد يكرر تصميم “تويتر” المستند إلى قالب عمود المنشورات حيث يقوم المستخدمون بالتصفح عبر التطبيق بشكل عمودي للاطلاع على ما ينشره الآخرون.
كما أن لتطبيق “ثريدز” خيار توثيق الحساب بعلامة زرقاء للدلالة على أن الحسابات قد تم توثيقها بالفعل على “إنستغرام”.
في حين لا يوفر “ثريدز” حالياً خيار إرسال رسائل مباشرة إلى المستخدمين الآخرين، ولا توجد نسخة من التطبيق صالحة للاستخدام على أجهزة الكمبيوتر في الوقت الراهن.
كما أن “تويتر” امتاز عن “ثريدز” باحتوائه على القوائم والعلامات المرجعية والقدرة على الانضمام إلى مجموعات، ويبدو أن “ثريدز” لا يستخدم علامات الوسم (هاشتاغ) وخاصية البحث عن الكلمات والعبارات التي ينشرها المستخدمون بدلاً من البحث عن أسماء حسابات محددة.
وهو ما يمثل تنافس حقيقي قد يجعل “تويتر” في خطر، وخاصة أن عدد مستخدمي “تويتر” لا يزيدون على 350 مليون مستخدم في أفضل الأحوال، مقارنة بـ”إنستغرام” الذي يملك 2.3 مليار مستخدم (نحو ثلث سكان العالم)، وأوضحت الإحصائيات أن أكثر من 85% من مستخدمي “تويتر” لديهم بالفعل حسابات في “إنستغرام”، وإذا سجل عُشر مستخدمي “إنستغرام” في “ثريدز” فهذا يعني أن “ثريدز” أصبح منافساً حقيقياً لـ”تويتر”.