الشرق اليوم- أثبتت المعارك الدائرة في أوكرانيا أن القوات الروسية غيّرت خططها العسكرية، وأظهرت “مستوى عاليا من المهارة” في القتال واستخدام المعدات الجديدة.
كانت روسيا تسيطر على مناطق أوكرانية منذ البداية بفضل القوة النارية الكبيرة التي لديها، لكن مقابلات مع 17 جنديا أوكرانيا، وأسير حرب روسي، وضباطا ومقاتلين أجانب، ومسؤولين غربيين، إلى جانب الاطلاع على وثائق ومقاطع فيديو؛ أكدت أن المكاسب في الأشهر الأخيرة -خاصة في باخموت- تحققت بسبب “تعديلات” جديدة شملت التكتيك العسكري الروسي.
تعديلات دفاعية
إن المدرعات الروسية -على سبيل المثال- لم تعد تندفع إلى المناطق التي يمكن أن تكون فيها عرضة للتدمير، كما أصبحت القوات الروسية أكثر اعتمادا على المسيّرات والهجمات الاستكشافية للعثور على الخنادق الأوكرانية قبل قصفها.
إلى جانب ذلك أصبح نزلاء السجون جزءا من العمليات العسكرية، حيث برزوا في باخموت أساسا ضمن فاغنر، كما حسّنت القوات الروسية خطوطها الدفاعية، وتنسيقها المدفعي، وعمليات الدعم الجوي.
كما أوضح الجنود الأوكرانيون أن الخنادق الروسية أثبتت مرارا أنها أفضل من نظيرتها الأوكرانية، وهي عميقة جدا بحيث لا يمكن كشفها بالمسيرات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم إن هذه “التحسينات” ستجعل روسيا -على الأرجح- أكثر صرامة خلال القتال في الفترة المقبلة، مستغلة نقاط قوتها في ساحة المعركة، مؤكدين أن هذا التحول الدفاعي بعيد كل البعد عن الخطة الأولية التي بدأت بها روسيا غزو أوكرانيا.
أوكرانيا أيضا
فإن بدء الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره أظهر أن أوكرانيا مسلحة بشكل جيد، ومدعومة بتكنولوجيا اتصالات متطورة، إلى جانب أسلحة أميركية وأوروبية.
وأوضح التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن الخطط العسكرية الروسية تحسنت، لكن أكدوا أن هناك تفاصيل أخرى تفسر ما يجري، ومنها مثلا أن النجاح في معركة باخموت يرجع -في الأساس- إلى أن فاغنر تلقي بالسجناء إلى ساحات المعارك بغض النظر عن الخسائر البشرية، وذلك ما أكدته تقارير استخباراتية.
كما أن المعطيات تؤكد أن القوات الروسية تفتقر حاليا إلى ما يكفي من الدبابات لتنسيق هجوم مدفعي فعال، إلى جانب افتقارها إلى المعلومات الاستخباراتية بشأن الخنادق الأوكرانية مثلا.
ونقلت عن جندي أوكراني قوله إنه خلال إحدى الهجمات على الخندق الذي كان يوجد فيه استطاع وقف الهجوم الروسي بمفرده تقريبا، وعلق على ذلك بقوله “لقد فعلوا كل شيء على أكمل وجه، لكن هجومهم لم ينجح، كان واضحا أنه لا توجد معلومات كافية لديهم، كما هي الحال دائما”
العودة لباخموت
وحتى في باخموت فقد نجحت القوات الأوكرانية في السيطرة على أراض بها خلال الأيام الأخيرة، واتخذت لها مكانا مرتفعا، بينما تستنزف روسيا طاقاتها البشرية للدفاع عن المدينة، وبدأ الجيش الروسي يستخدم إستراتيجية “فاغنر” في جلب السجناء السابقين للمشاركة في حفر الخنادق، كما أكد ذلك جندي روسي أُسر مؤخرا، وهو سجين سابق.
وقال مسؤول أمريكي: إن “التحسينات الدفاعية” الروسية ستشكل تحديات هائلة بالنسبة لأوكرانيا، ومن السابق لأوانه الحكم على قدرة الجيش الأوكراني على التغلب عليها، خاصة أن روسيا أظهرت عزما على مواصلة القتال رغم شهور من الخسائر والانتكاسات.