الشرق اليوم- تستضيف العاصمة السعودية، اليوم الأحد، الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء”، والندوة الثامنة للاستثمارات، تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، وتنظمها وزارة الاستثمار في الرياض خلال 11 و12 يونيو الجاري، بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء”، ويعد المؤتمر أكبر تجمع عربي صيني للأعمال والاستثمار.
أجندة أعمال المؤتمر
تتسم أجندة المؤتمر بأنها مكثفة، فهي تتضمن 8 جلسات حوارية رئيسية، و18 ورشة عمل، ولقاءات خاصة بين عدد من الشخصيات المشاركة في الحدث، التي تستهدف في مجملها التعريف بالمبادرات والفرص التي تلعب دورا مهما في تكثيف التعاون المؤسسي بين الصين والجانب العربي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة اليوم وفي المستقبل القريب.
أهداف الدورة العاشرة للمؤتمر
يشير انطلاق أعمال هذه الدورة من المؤتمر العربي الصيني إلى أنها تستهدف تعزيز وتوثيق التعاون التجاري والاقتصادي بين مجتمعي الأعمال العربي والصيني، واستكشاف فرص الاستثمار البينية في العديد من القطاعات، أبرزها: التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات والمعادن وسلاسل التوريد، وغيرها، ما سيمثل نقلة غير مسبوقة في العلاقات العربية – الصينية على المستوى الاقتصادي، وتنميتها بما يرقى لطموحات قيادات دول المنطقة العربية والصين.
المشاركون
انطلق المؤتمر بمشاركة 23 دولة، وأكثر من ألفي مشارك من ممثلي الحكومات والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين ورواد الأعمال.
وشارك في افتتاح جلسات مؤتمر “رجال الأعمال العرب والصينيين” وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بحضور أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ونائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني خو تشون خوا، ووزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، كما يشارك عدد من الوزراء السعوديين والعرب في الجلسات الحوارية الأخرى.
أبرز تصريحات المشاركين في المؤتمر:
- وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان
افتتح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كلمته بمناسبة انطلاق الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي – الصيني بأن مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين فرصة للقطاع الخاص لبحث الآفاق الاستثمارية.
وأضاف: أن اجتماع اليوم “يعد فرصة للعمل على تعزيز الصداقة العربية – الصينية والعمل على بناء مستقبل مشترك، نحو عصر جديد يعود بالخير على شعوبنا، ويحافظ على السلام والتنمية”.
وتابع: أن المؤتمر حدث اقتصادي كبير، والاهتمام بانعقده ينبع من اهتمام المملكة العربية السعودية وحرصها على الرفع من مستوى العمل للخروج بنتائج تليق بالشراكة العريقة والمتقدمة في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون بين الشعوب العربية والشعب الصيني والتبادل التجاري والتواصل الحضاري.. ويؤكد على الأهمية البالغة والإمكانيات الكبيرة والرؤى المشتركة التي تكمن بالعلاقات الاستثمارية والتجارية بين العالم العربي والصين، ويسلط الضوء على تبادل الخبرات وإطلاق فرص جديدة للنمو والاستثمار.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن منتدى التعاون العربي الصيني ساهم في كافة المجالات وفي توطيد الصداقة العربية الصينية التاريخية، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والحوار والتعاون بين الجانبين.
مشيرا إلى أن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية بـ430 مليار دولار، أي حوالي 1.6 تريليون ريال في 2022 بنمو 31% مقارنةً بالعام 2021.
وأشاد الأمير فيصل بن فرحان بالنتائج الإيجابية التي حققتها آليات التعاون في إطار منتدى التعاون العربي الصيني في سبيل تعزيز العلاقات العربية الصينية، وبالفعاليات التي عقدت وآخرها الدورة الثامنة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، والدورة السابعة للحوار السياسي الاستراتيجي، التي انعقدت في جمهورية الصين الشعبية، في مايو من العام الجاري.
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح
قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، خلال كلمته في المؤتمر: إن الوقت قد حان لتكون الصين شريكاً إستراتيجيا رئيسيا للتنمية في المنطقة، وأضاف: أن النمو في التبادل التجاري مع الصين يخلق فرصا واعدة للاستثمار.
وأكد أن المملكة ستعمل مع الصين لاغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة، مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 تمثل نموذجا لإستراتيجية الاستثمار في المنطقة، حيث تلتزم المملكة بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين.
- الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
ومن جانبه، تحدث أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن السعودية تقود العمل المشترك بين العرب والصين، مشيراً إلى أن التعاون العربي – الصيني سيسهم في جلب الاستثمارات للمنطقة
وأكد أبو الغيط أن فرص الاستثمار في المنطقة العربية “كثيرة وواعدة”، إلا أنه استدرك قائلاً: إنها “ظلت مستقطباً ضعيفاً لرؤوس الأموال الأجنبية الواردة إليها بالمقارنة بمناطق جغرافية أخرى بسبب ما شهدته من أحداث وأزمات”.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تحقيق سوق عربية مشتركة، وهو ما سيسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضاف: “نعمل على مسودة اتفاقية لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية بالشراكة مع مؤسسة دولية عالمية”.
- نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو تشون هوا
ومن خلال ترجمة رسمية، رحب نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو تشون هوا، بقيام الشركات العربية بزيادة الاستثمار في الصين، قائلا: “ندعم الشركات الصينية للاستثمار في السوق العربية”.
كما أعرب عن أمله في أن توفر المنطقة العربية بيئة تجارية “منفتحة ومنصفة” للمستثمرين الصينيين.
وأكد أن بكين مستعدة للتعاون مع الدول العربية في مجال الطاقة والبنية التحتية.