بقلم: أسعد عبود- النهار العربي
الشرق اليوم– ترتفع حرارة السباق إلى البيت الأبيض بين الجمهوريين. وإذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب هو أول المبادرين إلى افتتاح الحملات الرئاسية لعام 2024 بعدما أعلن ترشحه في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، فإن دخول شخصيتين مهمتين إلى ميدان المنافسة هما حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس ونائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، من شأنه أن يبعث بإشارات إلى وجود شريحة واسعة من نخب الحزب الجمهوري تسعى إلى التحرر من حقبة ترامب.
هذا الأسبوع ترشح كل من بنس وحاكم ولاية نيوجرسي كريس كريستي وحاكم ولاية نورث داكوتا دوغ بورغوم، ليرتفع عدد المرشحين المعلنين إلى عشرة، بينهم المندوبة الأميركية السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
كثرة المرشحين لا تعني أن حظوظ ترامب قد تراجعت. هو قال بنفسه في شباط (فبراير) الماضي لشبكة “فوكس نيوز” المفضلة لديه “كلما ازداد عددنا ازداد الفرح”. وهذا يعني أنه كلما زاد عدد المرشحين، زاد احتمال تشتت الأصوات المناهضة للرئيس السابق، ما يصب في مصلحته تالياً.
في عام 2016، تمكن ترامب من إقصاء 16 مرشحاً منافساً له، بينهم الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش نجل الرئيس الأميركي سابقاً جورج إتش. دبليو. بوش وشقيق الرئيس الأميركي سابقاً جورج دبليو بوش، الذي أعلن انسحابه من السباق وهو يغالب دموعه في المحطة الثالثة من الانتخابات التمهيدية بعد النتائج المخيبة للآمال التي حصل عليها.
ظل ترامب يفاخر بعد فوزه بالرئاسة بأنه تمكن من هزيمة 16 مرشحاً في الانتخابات التمهيدية عام 2016 قبل أن ينال ترشيح المؤتمر الوطني للحزب، وليهزم بعد ذلك المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
طبعاً، ظروف 2024 ستكون مختلفة بعض الشيء عن ظروف عام 2016. في تلك الانتخابات لم يكن ترامب ملاحقاً بهذا الكم من الدعاوى في المحاكم، منها ما يتعلق بدفع أموال لشراء سكوت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز التي تقول إنها أقامت علاقة جنسية معه، فضلاً عن دعوى باغتصاب الصحافية إي. جين كارول عام 1996، إلى دعاوى بتهرب “منظمة ترامب” من الضرائب.
في واقع الأمر، لم تؤثر هذه الدعاوى كثيراً في قاعدة الحزب الجمهوري التي لا تزال في معظمها على ولائها له، وتصدق كل ما يقوله عن “سرقة” انتخابات 2020.
ويبقى ديسانتس الأقرب إلى ترامب في التأييد. ويلعب الحاكم البالغ 44 عاماً، على وتر العمر في هجومه على ترامب البالغ 76 عاماً. ودعا في خطاب إعلان ترشحه الشهر الماضي في ولاية أيوا، إلى أن يقود البلاد شخص “نشيط”، يمكنه الحكم على مدى “ولايتين”، وذلك من دون أن يسمّي ترامب، خوفاً من المخاطرة بإهانة ناخبي الرئيس السابق.
واختار ديسانتس ولاية أيوا، لأن ناخبيها هم أول من يصوّتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، الأمر الذي يعطي زخماً مهماً لمن يفوز فيها، في إطار مواجهة المرشح الديموقراطي في عام 2024، والذي من المرجّح جداً أن يكون الرئيس جو بايدن.
لا يختلف ديسانتس كثيراً عن الدعوات الشعبوية واليمينية المتطرفة لترامب. حتى أنه اختار عبارة “إحياء العظمة الأميركية” شعاراً لحملته، بينما شعار حملة ترامب لعام 2016 “لنعد لأميركا عظمتها”.
والمرشح الجدي الآخر، هو مايك بنس الذي يتهمه ترامب بالانقلاب عليه في الأيام الأخيرة لرئاسته، وذلك بعدما رفض الأخير تلبية طلب الرئيس السابق نقض نتائج انتخابات 2020 بدعوى أنها مزورة، من دون أن يقيم الدليل إلى ذلك. ويوم اقتحم مؤيدو ترامب مبنى الكابيتول خلال مراسم مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات، فإن هؤلاء كانوا يفتشون عن بنس ويهتفون ضده.
بنس شخصية تستقطب اليمين الديني في الولايات المتحدة. وهو أقرب إلى الجناح التقليدي في الحزب الجمهوري على غرار زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
حتى اليوم، لا شيء يشي بأن ترامب يمكن أن يهزم في الانتخابات التمهيدية، وربما يعول خصومه على أن إدانته في الدعاوى المرفوعة ضده قد تشكل عاملاً حاسماً يخرجه من السباق.