الرئيسية / الرئيسية / دائرة الخطر تتسع

دائرة الخطر تتسع

الشرق اليوم- كرة الثلج تتدحرج، والحرب الأوكرانية الروسية يتسع مداها، وتتفاقم خطورتها، مع تعرّض موسكو للاستهداف بطائرات مسيّرة للمرة الثانية خلال شهر، استهدفت الأولى مبنى الكرملين رمز السلطة الروسية، والثانية وقعت، أمس الأول، واستهدفت مباني سكنية.

هذه التطورات تحمل في ثناياها مخاطر قد تتجاوز حدود ميدان الحرب الحالي، وصولاً إلى كل القارة الأوروبية، خصوصاً أن روسيا وعدت بالرد الحازم، واعتبرت أن الهدف هو ترهيب السكان، وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنهم يحاولون جرّ روسيا لقصف أهداف مدنية، فيما وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروف، موقف الغرب من هجمات الطائرات المسيّرة على موسكو بأنه “دنيء”، ذلك أن وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، اعتبر أن من حق أوكرانيا “استخدام القوة” خارج حدودها، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده لا تؤيد تنفيذ هجمات داخل الأراضي الروسية “لكن موسكو تتحمل المسؤولية”، أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقد حذر روسيا من استغلال الهجوم “المفترض” لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وفي حين نفت أوكرانيا علاقتها بالهجمات، إلا أن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولاك، قال إن أوكرانيا “استمتعت بمشاهدة الأحداث”.

من جهته، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، وفي رده على تصريح وزير الخارجية البريطاني وصف بريطانيا ب”العدو الأبدي”، وقال “إن أيّ مسؤول بريطاني يعتبر هدفاً مشروعاً”، باعتبار أن بريطانيا في حالة حرب مع روسيا.

إضافة إلى كل ذلك، فالتطورات الميدانية لا تبشّر بالخير، والأضواء الحمراء تسطع في أكثر من مكان. فروسيا بدأت بنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، وتحدثت أكثر من مرة عن اللجوء إلى الخيار النووي في حال تعرض أمنها الوطني للخطر، كما أن دول حلف الأطلسي تجري، منذ يوم الاثنين الماضي ولغاية التاسع من الشهر الجاري، أضخم مناورات جوية في فنلندا التي تشارك روسيا بحدود طولها 1300 كيلومتر؛ وتشارك فيها 14 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا وكندا وألمانيا، بما مجموعه 150 طائرة مقاتلة، تضم طائرات “إف 35″، وطائرات إنذار مبكر من طراز “أواكس”. هذه المناورات تدخل في إطار استعدادات الحلف لمحاكاة حرب محتملة مع روسيا.

ما يؤشر إلى خطورة الوضع أيضاً، ما أعلنه رئيس أركان القوات التشيكية، الجنرال كاريل ريكا، من أن الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا قد يتحول تدريجياً إلى حرب مباشرة بين روسيا وحلف الأطلسي، وحذّر من أن هذا التحول “قد يكون الأكثر تدميراً وخراباً على دول العالم”، وقال إنه “السيناريو الأسوأ وليس المستحيل.. هذا ممكن”.

وجاء تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، يوم أمس، ليصبّ المزيد من الزيت على النار، بإعلانها العمل على إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، “ومواصلة دعم أوكرانيا مهما كلّف الأمر”، مع ما يعنيه ذلك من تحفيز أوكرانيا على ضرب العمق الروسي، من دون الأخذ في الاعتبار تداعيات ذلك، وما يمكن أن يكون عليه ردّ فعل موسكو.

المصدر: الخليج

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …