الشرق اليوم- بات من شبه المؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سوف يحسم نتيجة انتخابات الجولة الثانية يوم الأحد القادم لمصلحته بعد أن أعلن المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية سنان أوغلو دعمه له في مواجهة مرشح المعارضة كمال كليشدار أوغلو.
إعلان أوغان زعيم حزب “النصر” وتحالف “الأجداد” ذي الصبغة القومية صعّب من فرص أوغلو زعيم تحالف المعارضة، ومنح أردوغان فرصة الفوز التي كان ينتظرها، رغم أن حظوظه كانت أوفر من أوغلو؛ لأن نتيجة الجولة الأولى أعطته 49.52 في المائة من أصوات الناخبين، في حين حصل أوغلو على 44.88 في المائة من الأصوات؛ أي بزيادة 5.17 في المائة. ولم يتمكن أي منهما من حسم نتيجة الانتخابات لمصلحته بحصوله على نسبة (50+1) للفوز.
ولما كان أوغان حصل على 5.17 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، ولم يعد بمقدوره الترشح للجولة الثانية، ومن ثَم أعلن دعمه لأردوغان، فإن نسبة ال5.17 في المائة سوف تذهب إلى أردوغان؛ إذ ستصل نسبة الأصوات التي سيحصل عليها إلى 54.96 في المائة. حتى لو افترضنا أن أصوات أوغان قد تذهب مناصفة بين أردوغان وأوغلو فإن الرئيس التركي سوف يظل في المقدمة.
بعد الجولة الانتخابية الأولى سعى كل من أردوغان وأوغلو إلى استمالة أوغان إلى جانبه للحصول على أصواته بعد أن أصبح “صانع الرؤساء”، لكنه أبقاهما في حالة ترقّب في انتظار أن يحسم موقفه وفقاً لشروطه، مطالباً بمناصب وزارية في الحكومة الجديدة، واتخاذ موقف حاسم من حزب العمال الكردي المتهم بالإرهاب، وإعادة اللاجئين وخصوصاً السوريين إلى بلادهم.
يبدو أنه لم يحصل على هذا التعهد من أوغلو المتحالف مع “حزب الشعوب الديمقراطي” الكردي المتهم بدعم “حزب العمال”، فيما حصل على وعد من أردوغان بتلبية كل شروطه؛ ما دفعه لإعلان دعمه لمرشح تحالف حزب الشعب رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية، وقال: “إن تحالف المعارضة لم يقدم له أسباباً مقنعة لكي يدعم مرشحها”.
وبذلك فإن انتخابات الأحد المقبل سوف تكون تحصيل حاصل، إلا إذا حصلت مفاجأة غير متوقعة؛ إذ سيعمد المرشحان والأحزاب المتحالفة معهما إلى حشد أكبر عدد من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، بحيث قد تصل النسبة إلى ما وصلت إليه في الجولة الأولى؛ أي إلى حدود 93 في المائة. كما سيسعى أردوغان إلى حمل مؤيديه على عدم استسهال المعركة والركون إلى تقدّمه في الجولة الأولى أو الأصوات التي ستصب في مصلحته نتيجة دعم أوغان، في حين سيعمد أوغلو إلى تجييش مناصريه باعتبار أن معركته مصيرية للحول دون فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة لخمس سنوات أخرى، في ظل نظام رئاسي يسعى إلى إحلال نظام برلماني جديد محله، وبنهج سياسي إقليمي ودولي يختلف عن نهج أردوغان.
المصدر: صحيفة الخليج