الرئيسية / مقالات رأي / تركيا إلى جولة إعادة

تركيا إلى جولة إعادة

الشرق اليوم- لم ينم الأتراك ليلة أمس الأول، ظلّوا في الشوارع والمنازل يتابعون نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، صعوداً وهبوطاً، عبر الشاشات، حتى فجر أمس، إلى أن انجلى الموقف بعدم حصول أي من المرشحَين الرئيسيّين، رجب طيب أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو، على نسبة (50+1) للوصول إلى الرئاسة، وبذلك بات على الأتراك الاستعداد للجولة الثانية يوم 28 مايو/ أيار الجاري.

 ولأول مرة في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدى 100 عام، تكون الانتخابات بهذه الأهمية، ولأول مرة تصل نسبة المشاركة فيها إلى 93.6 في المئة على الصعيدين، الرئاسي والبرلماني، ولأول مرة يكون للشباب (7.5 في المئة من إجمالي عدد الناخبين ال61 مليوناً)، الدور الحاسم في تحديد النتيجة، ولأول مرة تشهد تركيا اصطفافاً سياسياً حاداً للاختيار بين اثنين من المرشحَين اللذين يحملان برنامجين مختلفين، في ضوئهما يتحدد مستقبل تركيا ونظامها السياسي.

 أردوغان الذي يحكم منذ 20 عاماً، كان يفوز في كل الانتخابات التي جرت من الدورة الأولى، إلا هذه المرة، إذ حصل على 49.4 في المئة، وأوغلو حصل على 44.96 في المئة من الأصوات، في حين حصل مرشح “تحالف الأجداد” سنان أرغان على 5.30 في المئة، وهي نتيجة غير متوقعة حصل عليها الأخير، وأصبح بالتالي يمثل “بيضة القبان” في حال قرر أن يدعم أياً من المرشحيّن الاثنين.

 أرغان لم يتخذ قراره بعد، وهو ينتظر حسم موقفه بعد إجراء مشاورات داخل حزبه، ومع “حزب العدالة والتمنية” الذي يتزعمه أردوغان، ومع “حزب الشعب الديمقراطي” الذي يتزعمه أوغلو، وأيّ من الحزبين يلبي شروطه، ومن بينها المشاركة في أية حكومة مقبلة، سوف يمحضه التأييد وفرصة الفوز.

  إذاً، تركيا على موعد مع يوم انتخابي آخر، بعد أسبوعين، تقرر فيه من سيحكمها لمدة خمس سنوات أخرى، وعليها أن تختار بين أن يواصل أردوغان الحكم بسلطة شبه مطلقة وبقاء “حزب العدالة والتنمية” في السلطة، وفق توجهات إسلامية واضحة، وعلاقات إقليمية ودولية متعددة التحالفات، وبين أوغلو العلماني وريث الحزب الذي أسّسه أتاتورك، والذي سيلغي النظام الرئاسي ويعيد تركيا إلى النظام البرلماني، واستعادة منصب رئيس الوزراء، وضمان استقلال القضاء، وتعزيز الحريات الصحفية، والتوجه أكثر نحو الغرب، وتعزيز العلاقة مع حلف الناتو.

 أردوغان المتقدم في الجولة الأولى بفارق 4.44 في المئة أعرب عن ثقته بالفوز في الجولة الثانية، وقال “لدينا إيمان بأننا سنتمكن من خدمة بلادنا من خلال ولاية جديدة”، فيما تعهد أوغلو بالفوز على منافسه في الجولة الثانية، وقال “إن إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50 في المئة”.

 الخيار سيكون بين نهجين مختلفين تماماً، سوف يحددان أي تركيا ستكون بعد أسبوعين.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …