بقلم: جوناثان فريدلاند
الشرق اليوم- إن عودة ترامب للرئاسة مرجحة تماما، لذا لا بد من التحرك لمنع ذلك، فإنه إن عاد لولاية ثانية فسيعمل على إنهاء ما بدأه في فترة رئاسته الأولى بتحطيم أي مؤسسة تقف في طريقه.
إن الحكم بالمسؤولية عن الاعتداء الجنسي ضد ترامب لم يضعف قبضته على الحزب الجمهوري، كما أن القضايا الأخرى التي تنتظر حكم القضاء فيها لن تضعف هذه القبضة، في حين أن استطلاعات الرأي تزداد كآبة بالنسبة للرئيس جو بايدن.
ما يجب أن يقتله يقويه
تعد العقبة الأولى أمام فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لخوض منافسة الرئاسة تتقلص يوميا، مضيفا أن الأمر الغريب أن القضايا التي تُرفع ضده تكون نتيجتها، مهما كان الحكم، تعزيزا لهذه القبضة، “ما يجب أن يقتله، يقويه فقط”.
وأشار الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) وقناة “إيه بي سي” (ABC) هذا الأسبوع، وأظهر أن بايدن يتخلّف عن ترامب بست نقاط، ووجد أيضا أن 63% من الأميركيين يعتقدون أن بايدن، الذي سيبلغ 86 عاما في نهاية فترة ولايته الثانية، يفتقر إلى اليقظة العقلية للخدمة بفعالية، مقارنة بـ43% في عام 2020. ويضيف الكاتب أنه ببساطة، فإن آفاق ترامب أفضل الآن مما كان في 2020.
المنافسة مع الشيطان
يحتاج الديمقراطيين للخروج من حالة الرضا عن الذات التي جلبها النصر في عام 2020، والعمل كما لو كانوا في سباق ضد الشيطان، وأنهم متخلفون فيه لأنهم كذلك. فهم بحاجة إلى معالجة قضية عمر بايدن بسرعة، إذ يحث العديد من قدامى المحاربين الرئيس على كثرة الخروج إلى الجمهور والترويج لإنجازاته، وليس أقلها السجل القوي في الوظائف، كما على الديمقراطيين القرع اليومي على ناقوس الخطر الذي يمثله ترامب، لأنه واضح وحاضر، وعليهم التخلي عن الأمل في أن تحسم لهم المحاكم صراعهم مع ترامب.
وكثيرا من الديمقراطيين يرجحون فوز ترامب بترشيح حزبه ويرحبون بذلك، لأنهم متأكدون أنه سيخسر أمام بايدن 2024، وإن على هؤلاء أن يتذكروا أن 44 ألف صوت فقط في 3 ولايات وقفت عام 2020 بين فوز بايدن والتعادل مع ترامب، والآن تبدو استطلاعات الرأي أسوأ بكثير بالنسبة لبايدن.
سيأتي ترامب في ولايته الثانية على ما بدأه في ولايته الأولى لكسر أي مؤسسة قد تقف في طريقه، سواء كان ذلك صندوق الاقتراع أم المحاكم، وسيتخلى عن أوكرانيا، وسيرفض أن تسدد أميركا ديونها للعالم، وسيغرق الأميركيين في سيل من الأكاذيب.