الرئيسية / مقالات رأي / اجتماع رباعي وملفات شائكة

اجتماع رباعي وملفات شائكة

الشرق اليوم– من المقرر أن يعقد في موسكو، اليوم، اجتماع وزراء دفاع ورؤساء مخابرات روسيا وسوريا وتركيا وإيران، استكمالاً للاجتماع الأول الذي عقد بينهم في 28 ديسمبر الماضي، للبحث في سبل حل الأزمة السورية.

 كان من المقرر أن يعقد الاجتماع يوم الثامن من إبريل الحالي، لكنه أُرجئ، لعدم استكمال بحث الملفات العالقة، خصوصاً ما يتعلق بمسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهي مسألة تعد أولوية بالنسبة لدمشق التي ترى أن التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص، يشكل مدخلاً طبيعياً للقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان.

 يذكر أن اجتماعاً عقد في موسكو أيضاً في مطلع الشهر الحالي بين نواب وزراء خارجية الدول الأربع، على أمل أن يؤدي إلى اجتماع بين وزيري الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لكن يبدو أن الاجتماع لم يتمكن من تجسير مواقف الطرفين، وهو ما أشار إليه نائب وزير الخارجية السورية أيمن سوسان بقوله: “لم نرَ حتى الآن أية مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا، أو بخصوص محاربة الإرهاب والقضاء عليه في شمال غرب سوريا، وبالأخص في إدلب”.

 من جانبها، تبرر تركيا وجودها العسكري في الأراضي السورية بالتصدي للجماعات الإرهابية، وتقصد حزب العمال الكردي، الذي يلقى دعماً من قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) في الشمال السوري. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بملف اللاجئين السوريين في تركيا؛ حيث تسعى أنقرة إلى إعادتهم إلى سوريا.

 وسط هذه الملفات الشائكة، تُعقد محادثات موسكو اليوم على أمل أن تكون موسكو قد تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من توفير مناخ إيجابي بين الجانبين، وحلحلة الخلافات بينهما، والتوصل إلى قواسم مشتركة، يمكن أن يُبنى عليها في التوصل إلى اتفاقات تمهد لتطبيع العلاقات السورية- التركية.

 بعض المصادر تبدي تفاؤلها إزاء الموقف التركي المحتمل، خصوصاً أن حزب العدالة والتنمية الحاكم على مشارف انتخابات رئاسية وبرلمانية في الرابع عشر من مايو المقبل، وهو يسعى إلى تجميع أوراق رابحة في معركته التي يعدها مصيرية في مواجهة أحزاب المعارضة، ومن بين هذه الأوراق ورقة اللاجئين السوريين التي تحولت إلى إحدى القضايا المطروحة في الحملات الانتخابية، وتمثل أزمة اجتماعية وسياسية، يتم استغلالها من مختلف الأحزاب التركية.

 لذا فإن أنقرة قد تكون مستعجلة في قطف هذه الورقة، لاستخدامها في معركة الانتخابات من خلال تقديم تنازلات في اجتماع اليوم، لكن مصادر سياسية أخرى ترى أن دمشق مصرّة على حل كل القضايا العالقة، وعلى رأسها الانسحاب العسكري التركي، وفق برنامج زمني واضح، وبضمانة روسيا وإيران، وهذا معناه أن تتخذ أنقرة قراراً صعباً بإنهاء وجودها، والتخلي عن الجماعات السورية المسلحة التي تلوذ بدعمها وحمايتها. أما مسألة وجود حزب العمال الكردي من خلال دعم “قسد”، فمسألة تخضع للمفاوضات بين أنقرة ودمشق حول وسائل ضبط الحدود، وكبح جماح قوات سوريا الديمقراطية التي باتت تشكل “وجع رأس” للبلدين، بعدما تحولت إلى أداة بيد الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …