الشرق اليوم- الوثائق السرية الأمريكية التي كُشف النقاب عنها قبل أيام وتتعلق بالحرب في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط والصين، هي جزء من الحرب التي تدور رحاها بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين، ومن قام بتسريبها أراد أن يكشف عن مدى تورط الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية، وما تعدّ له من خطط لدعم القوات الأوكرانية وتعزيزها.
الوثائق يصل عددها إلى أكثر من مئة وثيقة، وهي مصنفة بين “سري” و”سري للغاية”، وتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن معلومات حول إسرائيل بشأن استعدادها لإرسال أسلحة قاتلة إلى أوكرانيا، وكشفت الوثائق مخاوف كوريا الجنوبية بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وتعرضها لضغوط من جانب واشنطن، إضافة إلى معلومات عن توزع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وخسائر الجيش الأوكراني واستهلاكه لقذائف المدفعية، وتزويد كييف بمعلومات حول كيفية الدفاع عن نفسها في مواجهة القوات الروسية، والخطة الموضوعة مع حلف الناتو لمساعدة أوكرانيا في شن هجوم مضاد من خلال تجهيز تسعة ألوية من القوات الأوكرانية لهجوم الربيع. وكشفت مقتطفات من عروض لإيجازات صحفية سرية عن الصين والمسرح العسكري في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي والشرق الأوسط والإرهاب.
تسريب هذه الوثائق أثار قلق الدول الغربية والمتحالفة مع الولايات المتحدة، وقدرة واشنطن في الحفاظ على سرية المعلومات التي يتم تبادلها مع أجهزة المخابرات الأمريكية، ما قد يحدّ من تبادل المعلومات الحساسة، وهو ما وصفه مسؤول استخباراتي غربي كبير بأن ذلك يشكل “ضربة مؤلمة”، خصوصاً أن الوثائق تكشف أيضاً أن الولايات المتحدة لا تتجسس على روسيا فحسب، بل على حلفائها أيضاً.
الكشف عن هذه الوثائق يعتبر من أخطر الخروقات الأمنية لأجهزة الاستخبارات الأمريكية منذ تسريبات موقع “ويكيليكس” في عام 2013، والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقيات دبلوماسية.
ونظراً لخطورة هذه القضية التي تتضمن أسراراً للأمن القومي الأمريكي المتعلقة بالحرب الأوكرانية، فإن البنتاغون ووزارة العدل باشرتا تحقيقات لمعرفة الجهة التي قامت بتسريب الوثائق، خصوصاً أن الولايات المتحدة وحدها من يمتلكها.
مسؤولون أمريكيون رجحوا أن تكون روسيا أو عناصر موالية لها وراء التسريب، وفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز”، فيما ترى مصادر أخرى أن هناك جهات داخل الجيش الأمريكي تقف ضد التورط الأمريكي في الحرب هي من قامت بالتسريب، فيما استبعد سكوت ريتر المفتش السابق في مشاة البحرية الأمريكية ومفتش الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة في العراق، أن يكون لروسيا يد نظراً للطريقة التي ظهرت بها الوثائق على الإنترنت قبل تداولها على منصات مثل “تويتر” و”إنستغرام”. وقال “إن الجيش الروسي يمكنه جمع هذه المعلومات والتوصل إلى استنتاجاته الخاصة في هذا الصدد من دون الحاجة إلى هذه الوثائق”.
روسيا اكتفت بالتعليق على الوثائق من خلال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول: “ليس لدينا شك بشأن المشاركة المباشرة وغير المباشرة للولايات المتحدة وحلف الأطلسي في الصراع بين روسيا وأوكرانيا”.
المصدر: صحيفة الخليج