الرئيسية / مقالات رأي / السودان.. خطوة إيجابية

السودان.. خطوة إيجابية

الشرق اليوم- بدأ السودان بالخروج من عنق الزجاجة بعد انسداد سياسي وأمني واقتصادي جراء أزمة استفحلت منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، وتخللت هذه الفترة حالة من الفوضى شهدت تظاهرات شعبية واشتباكات وقع فيها قتلى وجرحى، وازداد الوضع الاقتصادي والاجتماعي سوءاً.

 وكان “الاتفاق الإطاري” الذي أبرم في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بين المكوّن العسكري وأطياف متعددة من المكوّن المدني، مقدمة للخروج من المأزق، وفتح الباب أمام تسوية سياسية كانت تحتاج إلى خارطة طريق وإجراءات عملية للتنفيذ، وإلى إجماع، أو شبه إجماع على ضرورة تشكيل حكومة مدنية تتولى السلطة، قادرة على إخراج البلاد من أزمتها، وأن يظل الجيش بعيداً عن العمل السياسي، ويلتزم بمهمة حماية البلاد.

 يوم أمس الأول أعلن المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، بعد اجتماع عقد في القصر الجمهوري في الخرطوم ضم البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) والقوى الموقعة على “الاتفاق الإطاري”، الاتفاق على مباشرة تنفيذ إكمال الصيغة النهائية للاتفاق السياسي، بالموافقة على تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد من 11 شخصاً، تضم 9 من أعضاء الجماعات المدنية وواحداً من الجيش، وآخر من قوات الدعم السريع، على أن يكون 40 في المئة من أعضاء اللجنة من النساء. وتم إمهال اللجنة حتى 27 من مارس (آذار) الجاري لإكمال الصياغة النهائية للاتفاق السياسي على أن يتم توقيعه في الأول من إبريل (نيسان) المقبل. كما تم الاتفاق على توقيع الدستور الانتقالي في السادس من شهر إبريل (نيسان)، وتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية (الحكومة الجديدة) يوم 11 من الشهر نفسه.

 وهذا يعني أن بدء العملية السياسية الانتقالية سوف يكون خلال أقل من شهر، على أن يدخل السودان بعدها مرحلة جديدة على طريق الديمقراطية، يجب أن تتكلل بإجراء انتخابات عامة تقرر موعدها الحكومة الجديدة.

 من الواضح أن هناك جهداً للانتقال السريع من حالة الضياع إلى مرحلة جديدة من الاستقرار، إذ إن هناك قوى لم توقع على “الاتفاق الإطاري” أعربت عن استعدادها لتوقيعه، وفي حال تحقق ذلك في وقت قريب فإن المسار السياسي سوف يأخذ طريقه بإجماع وطني، حيث تستطيع الحكومة المدنية المرتقبة البدء في معالجة الملفات الإقتصادية والأوضاع المالية الصعبة كأولوية مطلقة لعملها.

 إنها خطوة إيجابية ومهمة لعلها تسير في الخط المرسوم لها من دون عراقيل، بحيث يستطيع السودان أن يتنفس ويخرج من حالة الإختناق.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …