بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج
الشرق اليوم- ظهر دونالد ترامب أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الأمريكيين في يومه الأخير السبت الماضي في حلة جديدة، بعد أن لبس ثياب “المنقذ” لأمريكا والعالم بأسره، من دون أن يتخلى عن قناعاته المعهودة لجهة تزوير الانتخابات وانتقاداته المعروفة للقضاء.
في هذا الظهور الذي غاب عنه الكثير من قادة الحزب البارزين والمرشحين لانتخابات 2024، ومن بينهم نائبه السابق مايك بينس، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، بينما آثرت المرشحة الجمهورية للرئاسة نيكي هايلي الحضور رغم الهتافات المعادية لها، شن ترامب في خطاب ألقاه، واستمر لمدة ساعة وأربعين دقيقة، هجوما نارياً في كل الاتجاهات، يميناً ويساراً، ولم يستثن أحداً حتى معسكره وأنصاره، معتبراً أنه الوحيد القادر على إنقاذ الولايات المتحدة من الديمقراطيين “ذوي النزعة الحربية” و”المتعصبين والأغبياء” في الحزب الجمهوري، وأيضاً منع اندلاع حرب عالمية ثالثة. وأكد أنه المرشح الوحيد الذي يمكنه أن يقطع هذا الوعد، وأنه قبل وصوله إلى المكتب البيضاوي، سينهي الحرب الكارثية بين روسيا وأوكرانيا، مشدداً على أنه يعرف ما سيقوله، من دون أن يوضح كيف يمكنه فعل ذلك.
على أية حال، بهذا المشهد، حاول ترامب أن يلبس ثوب الوسطية والاعتدال، فهو من جهة، يقف مع الأمريكيين الذين يخوضون “معركة ملحمية لإنقاذ البلاد من الناس الذين يكرهونها…”، ويتحدث، من جهة أخرى، عن “حزب جمهوري يديره وحوش ومحافظون جدد ومدافعون عن العولمة وأنصار متعصبون لحدود مفتوحة وأغبياء”، مسمياً بعض شخصيات الحزب. ويضيف أن الناخبين الأمريكيين سئموا من “العائلات السياسية المتجذرة في الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، ومصالح خاصة متعفنة، وسياسيين محبين للصين، وأنصار (حروب خارجية لا نهاية لها)”. وتحت هتافات أنصاره “أربع سنوات أخرى.. أربع سنوات أخرى”، كرس ترامب بقية خطابه للحديث عن تزوير الانتخابات وإمكانية تزويرها في المستقبل، وتوجيه الانتقادات للقضاء الذي يحركه “اليسار الراديكالي”، حسب تعبيره.
ووجه ترامب خطابه إلى المؤتمر قائلاً إنه فاز في استطلاع الرأي الذي أجري خلال مؤتمر القادة الجمهوريين ب62 في المئة من الأصوات، متقدماً بذلك بفارق كبير على منافسه رون ديسانتيس الذي فاز بعشرين في المئة فقط من الأصوات. وأنهى ترامب خطابه بالقول: “في 2016 قلت: أنا صوتكم، واليوم أضيف أنا محاربكم. أنا عدلكم”. وفي هذا الصدد، لم يتردد مايك ليندل أحد رواد الأعمال المؤيدين بشدة لمزاعم تزوير الانتخابات، في الحديث عن اقتراع 2024، بالقول إنه “لن تكون انتخابات نزيهة”. قبل أن يضيف “لكن عندما يريد تسعون في المئة من الناس في هذا البلد دونالد ترامب، يجب أن يفوز على أي حال، حتى مع انتخابات ملتوية”.
من الواضح أن ترامب، الذي يواجه، هذه المرة، منافسين أقوياء، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، يحاول تمييز نفسه عن مرشحي كلا الحزبين، وتكريس ما يسمى ب “الترامبية” بين أنصاره في اليمين الشعبوي المتطرف، الذين حتى وإن طالتهم الانتقادات يزدادون تمسكاً به، لكن هل يكفي ذلك لإعادته إلى البيت الأبيض مرة أخرى؟