الرئيسية / الرئيسية / العودة إلى “نورد ستريم”

العودة إلى “نورد ستريم”

الشرق اليوم– الصحفي الاستقصائي الأمريكي البارز سيمور هيرش أعاد قضية تفجير خطي نقل الغار الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق “نورد ستريم 1 و2” في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، إلى الواجهة، بعد أن كشف في تقرير استقصائي جديد نشره قبل أيام أن المخابرات الأمريكية هي التي تقف وراء التفجير، وأشار إلى أن غواصين في البحرية الأمريكية عمدوا في شهر يونيو/حزيران إلى زرع متفجرات على خطي الأنابيب، وقدّم هيرش مزيداً من الإيضاحات حول العملية السرية، وقال، إن الفكرة ظهرت أولاً في ديسمبر/كانون الأول 2021، خلال مناقشات بين كبار مستشاري بايدن للأمن القومي حول كيفية الرد على الهجوم الروسي المتوقع على أوكرانيا، ولاحقاً قامت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بتطوير الخطة، وتحت غطاء مناورات حلف الأطلسي (عمليات البلطيق 22)، قام غواصو البحرية الأمريكية بمساعدة من النرويج بزرع متفجرات يمكن تفجيرها عن بعد على خطي الأنابيب، من دون ترك أي دليل يشير إلى الجهة التي قامت بالتفجير.

أما عن دوافع التفجير فالقرار اتخذ على ما يبدو لمنع روسيا من جني مليارات الدولارات من عائدات بيع الغاز إلى أوروبا. وباعتقاد واشنطن أن خط “نورد ستريم” أعطى روسيا نفوذاً سياسياً على ألمانيا وأوروبا، بما يمكن أن يضعف التزامها تجاه أوكرانيا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن قبل أسبوعين من الهجوم الروسي على أوكرانيا بأن الولايات المتحدة لن تسمح بتشغيل خط “نورد ستريم” في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.

واشنطن بادرت إلى نفي ما ورد في تقرير هيرش، ووصفته بأنه “من نسج الخيال”، كما أن أوسلو وصفت التقرير بأنه “كاذب تماماً”. يذكر أن السلطات السويدية والدنماركية والألمانية أجرت تحقيقاً أكدت فيه تعرض خطي الأنابيب للتخريب بواسطة متفجرات، لكنها لم تحدّد هوية أية جهة.

في مثل عملية سرية كهذه لا يمكن لأية جهة الاعتراف بمسؤوليتها، حتى لو تم إبراز وثائق دامغة.

وقد بادرت روسيا فور نشر تقرير هيرش إلى مطالبة حلف الأطلسي بعقد قمة طارئة؛ لبحث ما نشر حول عملية التفجير، لكن ليس من مصلحة أحد كشف الحقيقة بينما تتصاعد وتيرة الحرب الأوكرانية، ويتم فيها استخدام كل سلاح يمكن أن يؤثر على مسار الحرب على أي طرف.

لماذا يأخذ تقرير هيرش هذا الاهتمام؟

لهذا الصحفي تاريخ من الصدقية في تقاريره التي يعتمد فيها على مصادر موثوقة، فهو أول من كشف عن مذبحة قرية ماي لاي الفيتنامية التي نفذتها القوات الأمريكية خلال حرب فيتنام عام 1968؛ حيث تمّ جمع القرويين العزل، وعددهم حوالي 500 شخص، وحرق منازلهم، وقتلهم جميعاً.

وهو الذي كشف عن فضيحة سجن أبو غريب في العراق عام 2004؛ حيث كانت تجري عمليات تعذيب، وانتهاكات جسدية ونفسية، وإساءة جنسية، واغتصاب، وقتل بحق السجناء.

كثير من الجرائم يتمّ إخفاؤها أثناء الحروب، و”نورد ستريم” واحدة منها، وقد لا تنكشف إلا بعد سنوات.

 

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …