الرئيسية / مقالات رأي / المخاوف النووية في آسيا

المخاوف النووية في آسيا

بقلم: علي قباجة – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- ثمة جبهة صراع تحمل بين ثناياها خطراً كبيراً، حيث هناك “ثالوث نووي” آسيوي، متمثلاً في الهند وباكستان والصين، تعصف التباينات بينه، فالدول الثلاث تصرف إمكانات ضخمة بهدف ردع كل منها الأخرى، كما لا تتوقف الخلافات السياسية بينها والمناوشات العسكرية الحدودية، فالهند تخوض معركتين على جبهتي باكستان والصين، إذ إن المشكلات بين دلهي وإسلام أباد لم تفتر بسبب إقليم كشمير المقسم، وكادت تتصاعد في بعض الأحيان إلى مواجهة نووية، بينما ثمة نزاع آخر حدودي بين الدولتين العملاقتين سكانياً (الهند والصين)، وصل إلى أوجّه عام 2017، حين بدأت بكين بشق طريق عسكري على تلة استراتيجية قرب حدودها تعرف بهضبة “دوكلام” والتي تربط بين أراضٍ صينية وهندية وبوتانية، إلا أن تلك الواقعة انتهت بتراجع القوات من كل الأطراف في اللحظات الأخيرة.

وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، سلط الضوء مجدداً على الأزمة الباكستانية – الهندية، في مذكراته الجديدة، مشيراً إلى أن الدولتين اقتربتا من اندلاع “حريق نووي” بينهما في فبراير/ شباط 2019. حدث ذلك بعد أن شنت دلهي ضربات على مسلحين في الأراضي الباكستانية في أعقاب هجوم على القوات الهندية في كشمير.

وقالت باكستان بعد ذلك إنها أسقطت طائرتين عسكريتين هنديتين وأسرت طياراً. بومبيو أشار إلى أن المفاوضات في اللحظة الأخيرة هي التي منعت اتساع دائرة النار وسط تأهب القوات النووية في الدولتين، في حين تبع هذه الحادثة بسنوات إطلاق الهند “عن طريق الخطأ” صاروخاً باليستياً سقط في الأراضي الباكستانية، أعقبه توتر كبير.

هذا الصراع لم يكن وليد اللحظة، بل عمره بضعة عقود، خاضتا فيها ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا، ولأجله طورتا السلاح النووي لمواجهة كل منهما الأخرى، ما ينذر بأن التصعيد في الميدان وارد جداً في لحظة غير متوقعة، مع تبادل كل طرف الاتهامات، فالهند توجه أصابع المسؤولية لباكستان منذ فترة طويلة بدعم المسلحين الانفصاليين في كشمير الذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون بأنه أخطر مكان في العالم، وهو اتهام تنفيه إسلام أباد.

أما في الجبهة الأخرى، فإن صداها عاد مؤخراً بعدما أعلنت الهند زيادة في ميزانيتها الدفاعية السنوية بنسبة 13 في المئة، واضعة نصب عينيها الصين، التي تشاركها حدوداً متنازعاً عليها في جبال الهيمالايا، كما تعزز دلهي من وجودها بشكل متزايد في تحالفات متعددة الأطراف، مثل مجموعة “كواد” الرباعية لمواجهة النفوذ العسكري والاقتصادي للصين.

تطوير القدرات العسكرية لدى هذه الدول ينذر بما هو أسوأ، قد يكون مخبأ في قادم الأيام، فهي لا تنفق المليارات لتخزين أسلحة قد تتلف مع مرور الزمن، فكل دولة تضع نصب عينيها أن الأمور قد تفلت من عقالها وتتطور إلى صدام عسكري، ليكون العالم أمام فوهة بركان، مع خطر اللجوء للقدرات المدمرة، وفي حال حصل ما لم يكن في الحسبان، فإن البشرية مقبلة على كارثة لا يمكن انتشالها منها.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …