الشرق اليوم- تتدحرج الحرب الأوكرانية يوماً بعد يوم نحو مزيد من التصعيد الذي ينذر بكوارث أشدّ وأقسى مما حدث خلال الـ11 شهراً الماضية، وربما تندفع المواقف، إذا حصل المزيد من الانخراط الغربي في الحرب، وشعرت روسيا بأن أمنها الوطني بات مهدداً، إلى حد اللجوء إلى خيارات خطرة، من بينها اللجوء إلى الخيار النووي التكتيكي، وربما أكثر من ذلك.
المراهنة على العقلانية في حرب مفتوحة الأفق والاتجاهات هو خيار ضيق جداً، ولا يمكن الإبقاء على أمل الإحساس بالمسؤولية الإنسانية طالما الجميع يندفع بلا ضوابط لحسم الحرب بالقوة، والتخلي عن مبدأ الحوار كأساس لحل الأزمة.
كثير من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين تحدثوا عن الحرب النووية كاحتمال وارد، ولم يستبعدوا اللجوء إلى هذا الخيار طالما أن أفق السلام مسدود تماماً، وسعير الحرب يتصاعد من دون ضوابط.
أكثر من مسؤول روسي أشار إلى هذا الخيار، كما أن حلف “الناتو” أجرى مناورات عسكرية تحاكي الحرب النووية، كذلك عمد أعضاء “نشرة علماء الذرة”، خلال الأسبوع الماضي، إلى تحديث “ساعة يوم القيامة”، وهي الساعة الرمزية التي تمثل حكم أبرز خبراء العلم والأمن حول المخاطر التي تهدد الوجود البشري واقترابه من التدمير الذاتي، حيث بات توقيتها الآن عند منتصف الليل إلا تسعين ثانية، أي أن البشرية تحثّ الخطى نحو نهاية العالم والحضارة. واتخذ العلماء القرار على خلفية الحرب الأوكرانية، والتهديدات البيولوجية، وانتشار الأسلحة النووية، وأزمات المناخ. بمعنى أن البشرية لم تكن يوماً أقرب إلى نهاية العالم منها كما هي اليوم.
وكانت المسافة الأبعد عن منتصف الليل 17 دقيقة، بعد نهاية الحرب الباردة عام 1991.
يذكر أن أعضاء مجلس العلوم والأمن في نشرة علماء الذرة يقومون بتعديل الوقت للتفكير في ما إذا كانت أحداث العام السابق دفعت البشرية إلى الاقتراب من الدمار، أو بعيداً عنه، ويعتمدون في ذلك على قاعدة بيانات تضم أكثر 100 تنبؤ لتقييم الخطر.
إذا كان هو حال العلماء مع ما يجري على الساحة الأوكرانية وأزمات البيئة المتفاقمة، وسباق التسلح، فإن أصواتاً أخرى تحذر من الاندفاع نحو مواجهة نووية، من بينها ما صدر مؤخراً، عن بول غريغ روبرتس، المسؤول السابق في البيت الأبيض أثناء إدارة الرئيس رونالد ريغان، الذي اتهم ادارة السياسة الأمريكية بإثارة احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا منذ أكثر من عقدين. وقال “بدأ ذلك عندما تجاهل الرئيس بيل كلينتون، وعداً بعدم الاقتراب من حدود روسيا، ثم بدأ الرؤساء الأمريكيون بعد ذلك بإلغاء جميع اتفاقيات بناء الثقة التي بدأتها الولايات المتحدة ضد روسيا، بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق”.
المسؤول الأمريكي السابق تساءل: “ماذا ستفعل واشنطن عندما يخترق الجنود الروس الدفاعات الأوكرانية؟ وهل يندفع جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمساعدة أوكرانيا؟”.
سؤال تتعلق الإجابة عنه بكيفية الرد الروسي الذي لن يكون تقليدياً بأي حال.
المصدر: صحيفة الخليج