بقلم: إيغور سوبوتين
الشرق اليوم- قال الكاتب إيغور سوبوتين، في تقرير نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر -الذي حاول الجانب الروسي الاعتماد عليه- مستعد للتنازل عن ترشحه لصالح أبنائه، العامل الذي يعجل بتحول شرقي ليبيا إلى طرف موال للغرب.
وذكر الكاتب أن المفاوضات التي انعقدت مؤخرا في مصر كشفت عن عدم اهتمام خليفة حفتر بالترشح في الانتخابات الرئاسية، المتوقع تنظيمها هذا العام تحت إشراف وسطاء دوليين.
وقالت مصادر إن حفتر تخلى عن طموحاته السياسية. وبحسب المصادر ذاتها، تم التطرق إلى هذه المسألة خلال المحادثات الأخيرة التي انعقدت في مصر، وجمعت حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
بالإضافة إلى ذلك؛ وبحسب مسؤولين، تم التطرق خلال الاجتماع إلى مختلف جوانب العملية الانتخابية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي لم تنظم عام 2021 كما كان مخططًا.
إن البعض يرجع المرونة التي يظهرها حفتر فيما يتعلق بشروط إطلاق العملية الانتخابية إلى تدهور حالته الصحية، فضلا عن الضغوط التي يمارسها عليه المجتمع الدولي.
وبحسب مصادر مقربة من حفتر، فإن الظرف الصحي هو الذي دفعه للمطالبة أثناء المفاوضات في مصر بعدم وضع عقبات أمام احتمال ترشيح أحد ابنيه صدام أو بلقاسم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تغير ميزان القوى في ليبيا بات جليًّا بعد زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، الذي أجرى محادثات ليس فقط مع حكومة الوحدة الوطنية -التي تشمل منطقة نفوذها المناطق الغربية من البلاد- بل مع حفتر، الذي يسيطر على المناطق الشرقية.
على الرغم من إمكانية مواجهة بعض المشاكل أثناء تعيين حفتر خليفته من بين أبنائه بسبب تضارب المصالح بين صدام وبلقاسم؛ فإن الخبراء في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يرجحون إمكانية اختيار حفتر ابنه صدام، بالنظر إلى عمله على تلميع صورته في الوسط الإعلامي منذ مدة طويلة، فضلا عن تقلده مهام دبلوماسية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2021، كُلف صدام حفتر بإجراء اتصالات مع إحدى الشركات في إسرائيل، والتي ساعدت حفتر الأب على التحضير للانتخابات العامة التي أُجلت ذلك العام.
قال خبراء معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إنه “من المرجح تأدية شيوخ العشائر وقادة المجتمع المحلي يمين الولاء لصدام حفتر قائدا للجيش خلال تنظيم اجتماع يضم جميع قادة العشائر”.
وبحسب هذه التقديرات، فإن تولي صدام قيادة القوات الموالية لحفتر يعد اختبارًا للمصالح الروسية في ليبيا؛ فعلى الرغم من إعلان موسكو في العديد من المناسبات عن اتخاذها موقفًا محايدًا وتأكيدها على العلاقات المتوازنة التي تجمعها مع جميع أطراف الصراع الأهلي في ليبيا، فإن الخبراء يرون أن الطرف الذي يمثل معسكر شرقي ليبيا هو الأقرب إليها.