بقلم: لور ماندفيل
الشرق اليوم- دق أندريه إيلاريونوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقوس الخطر -الأحد الماضي- بحديثه عن “الحرب الكبرى” التي تستعد لها روسيا عام 2023، مشيرا إلى أن الكرملين يدرس خطة لمفاجأة الأوكرانيين والغربيين.
إن المستشار السابق، الذي يعيش في واشنطن، أكد في مقابلة على موقع يوتيوب قناعته بأن القوات الروسية تعلمت من الانتكاسات الكارثية لعام 2022، وهي تستعد لحرب أوسع بكثير، قد تشمل ضربات -عبر بيلاروسيا- تستهدف طرق الإمداد وخط السكك الحديدية الذي يربط غرب أوكرانيا وحدود أوروبا.
وحسب إيلاريونوف، “يعمل بوتين والأركان العامة على مدار اليوم منذ الإعلان عن التعبئة يوم 17 سبتمبر/أيلول 2022، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الإستراتيجية الروسية الجديدة” التي شملت مراجعة كبيرة لوزارة الدفاع، مشيرا إلى أن تعيين رئيس أركان الجيش فاليري غيراسيموف، لرئاسة جميع العمليات العسكرية، يشير إلى تحول الكرملين إلى مستوى أعلى.
غير أن الأوساط الإستراتيجية الغربية، على ضوء الأداء السيئ للجيش الروسي عام 2022، تشك في إمكان تنفيذ مثل هذه الخطط الطموحة، على المدى القصير على الأقل، إذ تقول الخبيرة العسكرية النرويجية كاتارزينا زيسك “في الوقت الحالي، لا نلاحظ ما يسمح لنا باستنتاج أن مثل هذه التحركات وشيكة، مع العلم أن هناك تحركات في بيلاروسيا حيث بدأ الجنود الروس في التدرب”.
وترى هذه الخبيرة أن ما يمنع الروس من إطلاق النار على خطوط الإمداد هو خوفهم من التصعيد مع الغرب، موضحة “رأينا في أثناء الغزو هذه الفوضى المذهلة والسريالية، لدرجة أننا شعرنا أن الجيش الروسي مجرد مزحة، ولكنه لم يركع بعد”.
وتشير زيسك إلى أن الروس “يعيدون تقييم أخطائهم الاستخباراتية، والعيوب الهائلة في التخطيط العملياتي وتلك الموجودة في سلسلة القيادة”، كما أن معهد دراسة الحرب في واشنطن يتوقع في أحدث موجز إستراتيجي له، أن يغير “العمل الإستراتيجي الحاسم من قبل روسيا” مسار الحرب عام 2023.
ومن ناحيتها، تنظر هيئة الأركان العامة الأوكرانية بجدية في إمكانية شن هجوم هائل جديد قد يشمل كييف، لكن زيسك تتساءل هل لدى الروس الإمكانات البشرية والصناعية لتغيير اللعبة، خاصة مع العقوبات الغربية والنقص الشديد في الضباط.