الشرق اليوم- أكدت أكثر من 90 دولة في الأمم المتحدة رفضها للعقوبات التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين، ودعت، في بيان، إلى إلغاء هذه الإجراءات، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع على تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن “شرعية الاحتلال الإسرائيلي” للضفة الغربية.
ووقعت على البيان الدول الأعضاء الـ57 في منظمة التعاون الإسلامي و27 دولة أوروبية و10 دول أخرى على رفض العقوبات الإسرائيلية على الفلسطينيين، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والبرازيل، وفق ما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الثلاثاء.
ودعت الدول الموقعة، في بيان، إلى إلغاء الإجراءات الإسرائيلية، بغض النظر عن رأيهم في القرار الذي اتخذ في الأمم المتحدة.
في 30 ديسمبر من العام الماضي، صوتت الجمعية العامة على القرار، الذي عارضته إسرائيل بشدة. وأيدت 87 دولة لصالح طلب الفتوى من لاهاي، وعارضت 26 دولة وامتنعت 53 دولة عن التصويت، وسط انقسام الدول الغربية بشأن القضية.
جلسة لمجلس الأمن
وبعد نحو أسبوع من ذلك التصويت، ردت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو في 6 يناير الجاري، بإعلان إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك تقليص الأموال المحولة إلى السلطة الفلسطينية، وسحب تصاريح كبار الشخصيات بالسلطة الفلسطينية.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أول من تأثر بسحب التصاريح، عندما تم توقيفه عند جسر الملك حسين لدى عودته من تنصيب الرئيس البرازيلي المنتخب لولا داسلفا هذا الشهر.
وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن بعض الدول التي وقعت على بيان رفض العقوبات عارضت أو امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على التوجه إلى لاهاي، لكنها تعارض العقوبات التي اتخذتها تل أبيب رداً على التصويت في الأمم المتحدة. وأضاف أنه يعتبر أن هذا الموقف للأمم المتحدة هو رفض عملي تام للعقوبات.
وأعرب عن أمله في أن توافق الدول الأعضاء، بما في ذلك مجلس الأمن، على هذا الموقف خلال المناقشة المفتوحة التي سيعقدها المجلس الأربعاء. وقال منصور إنه سيواصل الضغط حتى تعلن إسرائيل تراجعها عن إجراءاتها “غير القانونية”.
ضحية في الخليل
ميدانياً، قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب إنها تبلغت من هيئة الشؤون المدنية بمقتل “المواطن حمدي شاكر أبو دية (40 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدخل النبي يونس في بلدة حلحول شمال مدينة الخليل”.
وأوردت وكالة أنباء “وفا” الفلسطينية الرسمية، أن الجيش الإسرائيلي المتمركز على الجهة الشمالية من البلدة “أطلق وابلاً من الرصاص صوب الشاب أبو دية، ما أدى إلى إصابته بجروح وسرعان ما تم إعلان وفاته”.
وقالت شاهدة قدمت نفسها باسم أم أمير طقاطقة لوكالة الصحافة الفرنسية إنها كانت بالقرب من مكان الحادث، مضيفة: “كنا في الطريق في السيارة، كل السيارات توقفت وعادت أدراجها عندما بدأ إطلاق النار، ونحن فوجئنا بالحدث، لم نستطع العودة، لم تكن هناك أي سيارة لا خلفنا ولا أمامنا، والجيش لم يتوقف عن إطلاق النار، فنزلنا تحت الكراسي”.
وحمدي شاكر أبو دية هو الفلسطيني الخامس عشر الذي يقتل برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية.