الرئيسية / الرئيسية / الابتزاز الحوثي

الابتزاز الحوثي

الشرق اليوم- نفت جماعة الحوثي الأنباء التي ترددت عن إلغاء زيارة المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ ورفض استقباله، وأكدت أنه سيزور صنعاء خلال الأسبوع الجاري. لكن هذا النفي لا يلغي أن هذه الجماعة تمارس ابتزازاً سياسياً واقتصادياً على الحكومة الشرعية لحملها على القبول بشروطها من أجل تمديد الهدنة التي توقفت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما تتواصل الجهود الدولية والعمانية للتوصل إلى اتفاق جديد يحيي الأمل بأن يكون بداية لحل سياسي.

وقف العمل بالهدنة كان سببه شروط جماعة الحوثي بأن تقوم الحكومة بدفع رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها قوات الشرعية، ورفع القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، فيما تمتنع هذه الجماعة عن دفع عائدات ميناء الحديدة إلى الحكومة الشرعية، كما تفرض أتاوات وضرائب وتجمعها لحساب ميليشياتها.

بل أكثر من ذلك، وفي إطار عملية الابتزاز هذه تهدد بتصعيد الحرب في حال فشل الجهود المبذولة لتمديد الهدنة وفقاً لشروطها.

من الواضح أن جماعة الحوثي لا تقيم وزناً لما يعانيه الشعب اليمني منذ انقلابها على الشرعية في العام 2014، من فقر ومعاناة وقهر وأمراض وجوع، وما تكبده من كوارث، حيث تشير التقديرات الدولية إلى أن الحرب أدت إلى قتل أكثر من 377 ألف شخص وتهجير الملايين إلى الداخل والخارج، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر ب 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، هذا إضافة إلى تمزيق عرى الوحدة الوطنية التاريخية وتفكيك الأواصر الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد.

إن إمعان جماعة الحوثي في إطالة معاناة الشعب اليمني، وتجاهل القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، ومعها المبادرة الخليجية للتسوية السياسية، ووضع العراقيل أمام المبعوثين الأمميين، وآخرهم غروندبيرغ، يكشف أن هذه الجماعة تنفذ أجندة لا علاقة لها بمصالح الشعب اليمني، وحقه في الحياة كما بقية شعوب العالم، ولا يهمها رفع الظلم والمعاناة التي يعيشها منذ نحو ست سنوات.

إن أبواب الحلول مشرعة منذ سنوات، والجهود الدولية والإقليمية لم تنقطع، كما طرحت العديد من الأفكار والمبادرات للوصول إلى تسوية تحفظ لليمن وحدته، وتعيد اللحمة بين مختلف مكوناته، وتعيده إلى حضن أمته العربية ومحيطه الخليجي، وتعطي جماعة الحوثي دوراً كما بقية المكونات السياسية والاجتماعية في صياغة مستقبل اليمن وتحديد شكل نظامه، إلا أن كل ذلك لم يثن هذه الجماعة عن المضي بعيداً في السباحة خارج التيار.

ومع ذلك، فإن الأمل لم ينقطع في أن تثوب هذه الجماعة إلى رشدها، وتقبل بالمبادرة الدولية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة التي تؤدي إلى تمديد الهدنة وتفتح الباب أمام التسوية.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …