الرئيسية / مقالات رأي / قمة “الأصدقاء الثلاثة”

قمة “الأصدقاء الثلاثة”

بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- لم تكن مهمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في قمة مكسيكو سيتي التي جمعته مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إلى جانب الرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور، والتي يطلق عليها قمة “الأصدقاء الثلاثة”، مهمة سهلة بعد أن هيمنت عليها الخلافات حول الهجرة والتجارة والمناخ، وهي مواضيع أساسية من بين مواضيع أخرى كانت على جدول الأعمال.

وبدا أن لغة التخاطب بين بايدن وترودو أكثر دفئاً، بينما كانت أكثر حدة وجدلاً مع الرئيس المكسيكي أوبرادور، ذلك أن من المفروغ منه أن يتفق بايدن وترودو على ضرورة التصدي لروسيا والصين خصوصاً حول أوكرانيا والشركات الصينية، بينما لم يكن من السهل تجاوز الخلافات التي فرضت نفسها بين الدول الثلاث التي تتشارك معها الولايات المتحدة الحدود من الشمال والجنوب، وترتبط باتفاقية تجارة حرة منذ عهد دونالد ترامب حلت مكان اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية لعام 1994.

وبينما كان القادة الثلاثة يبحثون التكامل الاقتصادي وتعزيز التعاون التجاري فيما بينهم، تبادل هؤلاء الاتهامات حول خرق اتفاقية التجارة الثلاثية، إلى جانب عدم تشديد المكسيك الرقابة على الحدود لمنع تدفق المهاجرين والسلاح والمخدرات، وسعيها إلى تعزيز دور الدولة في صناعات الطاقة ما يلحق الضرر بالمستثمرين الأجانب، فيما اتهم الرئيس المكسيكي إدارة بايدن بالحمائية والتخلي عن جيرانها، وقال “حان الوقت لإنهاء هذا التغاضي وهذا التخلي وهذا الازدراء لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي”، داعياً إلى المزيد من الاستثمارات الأمريكية في المنطقة. في المقابل، دافع بايدن مشيراً إلى مليارات الدولارات التي تنفقها الولايات المتحدة في دول العالم ومن ضمنها منطقة الكاريبي، معتبراً أن أمريكا الشمالية هي أكبر كتلة تجارية حرة في العالم وأكبر من الاتحاد الأوروبي. لكن الكثير من المحللين والخبراء انتقدوا عدم خروج القمة بالإعلان عن أي التزامات مالية لتحقيق هدف زيادة التعاون الاقتصادي وتحسين سلاسل التوريد والتدريب.

كان بايدن يأمل الحد من الهجرة التي تتدفق على الولايات المتحدة من دول الجنوب خصوصاً من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، وهي موضوع خلاف رئيسي مع الجمهوريين، الذين يرغبون في إغلاق الحدود نهائياً أمام المهاجرين، والكل يتذكر حينما قرر ترامب إقامة جدار فاصل على طول الحدود مع المكسيك. لكن إدارة بايدن حاولت قوننة هذه الهجرة عبر إصدار 30 ألف تصريح شهرياً عبر منصة تعمل على تنظيمها. ومع ذلك فقد تمخضت القمة عن خطوات “صغيرة” لمحاولة تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على قوننة الهجرة، من خلال إنشاء منصة مشتركة جديدة عبر الإنترنت لمنح المهاجرين “وصولاً مبسطاً إلى المسارات القانونية”، وإقامة مركز قانوني جديد في جنوب المكسيك مدعوم بتمويل من القطاع الخاص. لكن هذه الخطوات وصفها المحللون بأنها هزيلة للغاية بالنظر إلى حجم المشكلة، بينما دعت منظمات دولية القادة الثلاثة إلى “التوقف عن تطبيق سياسات هجرة لاإنسانية مشتركة”، والبحث عن حماية حقوق المهاجرين بدلاً من وضع العوائق مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يفرون من العنف والاضطهاد والفقر.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …