بقلم: جان بيير فيليو
الشرق اليوم- إن الشراكة العملياتية بين روسيا وإيران بدأت في سوريا، وتحوّلت إلى تحالف حقيقي، مع تطوير مسيّرات مقاتلة تستخدم الآن على نطاق واسع ضد أوكرانيا، ولا بد أن يؤخذ هذا البعد الشرق أوسطي في الاعتبار، وتعطى حرية المناورة لإسرائيل وتركيا في الملف الأوكراني لإضعاف هذا التحالف.
إن قصر النظر الإستراتيجي لدى الزعماء الغربيين، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، هو الذي مكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تعزيز توازن قوى جديد انطلاقا من سوريا، كانت أوكرانيا ضحيته الأساسية.
وهذا البعد الشرق أوسطي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحليل الأزمة الحالية، حيث استطاع بوتين تغذية التهديد الإيراني في سوريا مما يسمح له بمواصلة الضغط غير المباشر ولكن المستمر على إسرائيل، التي غدت تحتاج إذن الجيش الروسي لاحتواء الأهداف الإيرانية على حدودها الشمالية.
في الفخ الروسي
ومنذ ذلك الحين، وقعت إسرائيل في الفخ الروسي، ليختار رئيس وزرائها العائد للسلطة بنيامين نتنياهو باستمرار الاعتماد على روسيا لاحتواء نفوذ إيران في سوريا، مما برر رفض تل أبيب تسليم أي معدات عسكرية لأوكرانيا، للأولوية المعطاة لعلاقتها مع موسكو.
وعلى عكس رهان نتنياهو، كلما كانت روسيا أقوى في سوريا كان تحالفها أقوى مع إيران، التي طورت في سوريا مسيرات الشاهد-136 التي تزرع الرعب اليوم في أوكرانيا، ومن هناك أيضا يمكن لبوتين أن يمارس ابتزازا فعالا للغاية على نظيره التركي.
ويكفي أن تشنّ موسكو هجوما على جيب إدلب للتسبب في نزوح مئات آلاف اللاجئين إلى تركيا، حيث يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان صعوبة في الفوز في الانتخابات العامة القادمة، مما يفسر محدودية الدعم التركي لأوكرانيا على الرغم من تسليمها مسيّرات من طراز بيرقدار، يتم إنتاجها الآن محليا.
ومن الواضح أن انضمام إسرائيل وتركيا إلى العقوبات الغربية على روسيا، سيضرب الأقلية المقربة لبوتين بشدة، خاصة أن الكرملين يواصل بالفعل سحب الموارد العسكرية والمالية والسياسية الأساسية من الشرق الأوسط، وبالتالي يجب ضرب هذه الموارد للإسراع في إنهاء مأساة أوكرانيا.
ترجمة: الجزيرة