الشرق اليوم- شرع المسؤولون الأوكرانيين في اتخاذ إجراءات صارمة ضد أحد أفرع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الذي يصفونه بأنه قوة تخريبية تنفذ أوامر الكرملين.
ويشار إلى أن رئيس دير لإحدى الكنائس الأرثوذكسية في شرق أوكرانيا كان في مهمة دينية على ما يبدو، وعندما اندلعت الحرب ظل بجانب رعيته وزار مستشفى للصلاة مع الجنود الجرحى.
ولكن في واقع الأمر -وفقا لسجلات المحكمة- كان رئيس الدير واسمه أندريه بافلينكو يعمل بهمة ونشاط لقتل الجنود والناشطين الأوكرانيين، بمن فيهم كاهن من كنيسة أرثوذكسية منافسة في مدينته، سيفيرودونيتسك.
وورد في الأدلة التي قُدمت أثناء مثوله أمام محكمة أوكرانية أن بافلينكو كتب إلى ضابط روسي في مارس/آذار الماضي أنه يجب قتل كاهن تلك الكنيسة. وأظهرت تلك الأدلة أن بافلينكو أرسل إلى الجيش الروسي قوائم بأسماء أشخاص لاعتقالهم بمجرد احتلال المدينة.
ورغم أن بافلينكو قد أُدين في المحكمة الشهر المنصرم باعتباره جاسوسا، فإنه سُلِّم إلى روسيا في عملية تبادل للأسرى.
ولم تكن تلك حالة معزولة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتقلت السلطات الأوكرانية أكثر من 30 من رجال الدين والراهبات من إحدى الأذرع الأوكرانية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، للاشتباه بهم.
وتشكل الكنيسة الموالية لروسيا -وهي إحدى الكنائس الأرثوذكسية الكبرى في البلاد- “تهديدا تخريبيا فريدا”، حسب توصيف أجهزة الأمن الأوكرانية. وتعد هذه الكنيسة من الكيانات التي تغلغل فيها قساوسة ورهبان وراهبات ساعدوا روسيا في حربها على أوكرانيا.
حملات تفتيش
وشنت السلطات في الأيام الأخيرة سلسلة من العمليات لتفتيش الكنائس والأديرة، وإصدار مراسيم وسنّ قوانين تقيد نشاط الكنيسة الموالية لروسيا التي يطلق عليها اسم مربك هو “الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طلب من برلمان بلاده في ديسمبر حظر أي كنيسة تخضع لروسيا.
وأثارت الإجراءات الصارمة التي اتخذتها أوكرانيا ضد الكنيسة الأرثوذكسية احتجاجات قوية من الكنيسة والحكومة الروسية التي وصفتها بأنها اعتداء على الحرية الدينية.
ويقول زيلينسكي -وهو يهودي الديانة- إن الحملة لا علاقة لها بالحريات الدينية التي يجادلون أنها لا تنطبق على أعمال التجسس أو إثارة الفتنة أو التخريب أو الخيانة.
ووصفت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، في أوائل ديسمبر، اتهام قساوستها وكهنتها بالتعاون مع روسيا بأنها “لم تثبت صحتها ولا أساس لها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكنيسة الموالية لروسيا، والتي لا تزال تمثل ملايين الأوكرانيين، تصر على أنها قطعت العلاقات مع السلطة الكنسية الروسية منذ بداية الحرب.
وتمضي “نيويورك تايمز” في تقريرها إلى أن الأدلة على معاملة الكنائس على أنها أدوات لتحقيق المآرب الروسية أمر شائع، فقد كشفت عمليات التفتيش عن أموال طائلة وأعلام دول سابقة كانت تابعة لروسيا في شرق أوكرانيا، ومنشورات طبعها الجيش الروسي لتوزيعها في “الأراضي المحتلة”.