بقلم: جان بيير فيليو
الشرق اليوم– قامت روسيا في وقت مبكر من عام 2015 بدمج المسيرات الإيرانية في حملتها العسكرية بسوريا، وهي اليوم تستخدمها أيضا بشكل مدمر في أوكرانيا، مما يعني أهمية “المختبر السوري” في استهداف المدنيين والتدمير المنهجي للجسور والمدارس والمستشفيات.
إن الجنرال سيرجي سوروفكين، الذي قاد القوات الروسية بسوريا، قد عينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادة “العملية العسكرية الخاصة” بأوكرانيا، فبدأ فورا بدمج المسيرات الإيرانية في موجات القصف التي تهدف علنا إلى تدمير البنية التحتية للطاقة، لكسر المقاومة الأوكرانية في الشتاء.
وقد قدمت إيران للنظام السوري، الذي وقفت مبكرا إلى جانبه، مسيرات للمراقبة، ولكن النكسات التي مر بها أجبرتها على مزيد من الانخراط المباشر، من خلال الحرس الثوري وغير المباشر من خلال حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الموالية لها، وذلك ما رافقته زيادة في عدد المسيرات المستخدمة وتطويرها.
تعاون عملياتي
وأثناء الحملة السورية التي أطلقها الكرملين في سبتمبر/أيلول 2015 لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد المهدد بالانهيار، نشأ تعاون عملياتي مكثف غير مسبوق بين القوات الروسية والإيرانية، خاصة في قاعدة التياس (T-4) الجوية بالقرب من تدمر، حيث تتعايش قوات البلدين.
وسمحت الدروس التشغيلية في المسرح السوري للصناعيين الإيرانيين بتطوير مسيرات شاهد-136 الأكثر تقدما، وهي التي قرر الجنرال سوروفيكين استخدامها بكثافة ضد أهداف مدنية في عدة موجات من القصف بأوكرانيا.
وقد استنكرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التواطؤ بين موسكو وطهران، وتبنَّتا عقوبات ضد المسؤولين عن برنامج المسيرات الإيراني، رغم نفي طهران أي مسؤولية لها عن الاستخدام الروسي لصاروخ شاهد-136، لأن “جزءًا من المصانع التي تصنعها ليس على أراضيها” حسب وزير الدفاع الأوكراني، مما يشير إلى قاعدة التياس؛ في تذكير مؤثر بأهمية سوريا في موضوع الحرب الأوكرانية، لأنها حقيقة -كما يقول المتخصص الفرنسي- هي مكان إصدار أسلحة الإرهاب الروسي في أوكرانيا.