بقلم: لوسيل ديكان وماريون كانو
الشرق اليوم– إن موسكو كانت تخطط لحرب سريعة في أوكرانيا، ولكن الكرملين، بعد 300 يوم من القتال، لا يزال يقدم الأمر رسميا على أنه “عملية عسكرية خاصة” رغم اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين نفسه بأن الصراع قد يستمر “طويلا”.
وصلت الحرب في أوكرانيا يومها الرمزي 300، ولا تزال نتائجها غير مؤكدة، وآخر مستجداتها عشية عيد الميلاد، أنه لا يوجد أمل في هدنة بحسب الكرملين، فأين نحن بعد كل هذه الفترة؟
وضع صعب
ومع أن القتال، الأسابيع الأخيرة، كان يميل إلى التباطؤ، لا تزال العديد من النقاط ساخنة على خط المواجهة الذي يبلغ طوله حوالي 1300 كيلومتر، وقد اعترف بوتين بأن الوضع “صعب للغاية” في المناطق الأربع التي تدعي موسكو ضمها، بل إن السلطات الأوكرانية تتوقع أن يحاول الروس شن هجوم بداية العام على العاصمة كييف.
وبعد 10 أشهر من الحرب، لا تزال المفاوضات مستبعدة تماما من جانب الأوكرانيين، ومسكوتا عنها من قبل روسيا، رغم “ميل بعض الغربيين لقبول فكرة التفاوض مع بوتين، مع استمرار دعمهم رسميا لأوكرانيا” حسب الباحث جول سيرغي فيديونين بالمعهد العالي للبحوث السياسية.
خسائر بشرية فادحة
تعد الخسائر البشرية كبيرة، رغم عدم دقة الأرقام التي يقدمها الطرفان، حيث تقول كييف -في تقرير صدر قبل يومين- إن قتلى الجيش الروسي قاربوا 100 ألف (99 ألفا و230 جنديا) في حين تقدم موسكو حصيلة لا تتجاوز 5937 قتيلا.
وفي المقابل، تعترف الرئاسة الأوكرانية بداية هذا الشهر بمقتل 13 ألف جندي منذ بداية الحرب، في حين يقدم الروس إحصائية تؤكد مقتل أكثر من 60 ألف جندي أوكراني منذ سبتمبر الماضي، كما تقدم الأمم المتحدة إثباتا بمقتل 6114 مدنيا وإصابة 9132.
وفي ظل عدم تحقيق انتصارات كبيرة على الأرض وفي مواجهة التقدم الأوكراني، ترى الصحيفة أن الروس وضعوا إستراتيجية تخريب لشبكة الكهرباء، مستهدفين المؤسسات التي تزود كييف والمدن الكبيرة الأخرى، حتى إن “ما يقرب من نصف نظام الطاقة كان معطلا” منتصف نوفمبر، حسب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال.