بقلم: جيمس جاكسون
الشرق اليوم- قد يبدو الانقلاب الفاشل لحركة “مواطنو الرايخ” الذي جرى خلال الأسابيع الماضية سخيفا وغريبا وكأنه قادم من أوائل القرن الـ19، حيث كان الأمير “هاينريش الثالث عشر” يتآمر مع طاهٍ بافاري شهير كان من المقرر أن يقدم الطعام بعد الثورة، وهذه المؤامرة تكشف عددا من الأساطير حول البلاد.
إن بعض الليبراليين قد يفكرون في ألمانيا على أنها شبه مدينة فاضلة تعلمت بنجاح دروس التاريخ وألغت العنصرية والفاشية.
وبالكاد يمر عام بدون قصة عن اختراق النازيين الجدد للشرطة أو القوات الخاصة والتآمر للإطاحة بالحكومة بالذخيرة المسروقة أو ارتكاب هجمات إرهابية على الأقليات.
ويحلم كثيرون بـ “اليوم العاشر”، وهو يوم مؤامرة مزعومة تشير إلى خطط يُزعم أنها صيغت في عام 2017 من قبل عناصر داخل “قيادة القوات الخاصة” في الجيش الألماني لاغتيال العديد من السياسيين ذوي الميول اليسارية وتخطط لانتفاض الشعب الألماني للإطاحة بأسياده المدعومين من الخارج في برلين.
تاريخ مضطرب
إن تاريخ ألمانيا المضطرب يمنح منظري المؤامرة الوقود الوفير لتنفيذ مآربهم. وفي غضون ذلك يسجل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف مستويات قياسية في الاقتراع، ولا سيما في الشرق، حيث يبدو أنه سيفوز بنحو 30% من الأصوات في بعض الولايات.
وبرغم أن الألمان راضون عن الديمقراطية أكثر بكثير من الأمريكيين، إلا أنه لا تزال هناك مشاكل خطيرة مع العنصرية المنهجية، وينتشر التحيز ضد الغجر والملونين، حيث يواجهون مضايقات في الشارع.
التهديد اليميني ماثل دائما
ويوجد في ألمانيا أيضا تفاوت تعليمي هائل للمهاجرين وأحفادهم، في حين أن الرفض العنيد لتسجيل العرق في الإحصاءات السكانية يؤدي إلى تحريف البيانات وإلى الإنكار، بينما يسيطر على السياسة والإعلام الألمان البيض.
قادت ألمانيا الطريق في الاعتراف بالذنب عن الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، ولديها نظام ديمقراطي حديث ومعقول، إلا أن مشوارها طويل قبل أن ينتهي التهديد اليميني المتطرف، وحتى قبل أن تصبح العنصرية درسا من التاريخ بدلا من خطر ماثل دائما.