الشرق اليوم- سعت روسيا لتحقيق تقدم مهم في أوكرانيا، قبل أن تنسحب قواتها من مناطق رئيسية في الشرق والجنوب الأوكراني، وآخرها مدينة خيرسون.
وأشار التحليل لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب التي قالت: إنه بعد التقدم العدواني في الأسابيع الأولى من الحرب، لم تكسب روسيا أكثر من 1000 ميل مربع في أسبوع منذ أبريل الماضي.
وتعد استعادة أوكرانيا لمنطقة خيرسون بعد انسحاب روسيا في 11 نوفمبر، أكبر انتصار لكييف في الحرب حتى الآن وثالث ضربة لموسكو، بعد انسحاب قواتها من الشمال في أبريل ثم من خاركيف في سبتمبر.
وقد وصلت روسيا إلى مرحلة باتت غير قادرة فيها على تحقيق أي مكاسب كبيرة، بعد أن فقدت مواردها في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن روسيا سيطرت بالفعل قبل بداية الحرب على نحو 17 ألف ميل مربع من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين خلال العام 2014، والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في دونيتسك ولوهانسك.
وبحلول نهاية الأسبوع الرابع من الحرب، سيطرت روسيا على نحو 51 ألف ميل مربع، ما يمثل 22 بالمئة من أوكرانيا.
ثم تراجعت سيطرة روسيا بعد 17 نوفمبر إلى حوالي 40 ألف ميل من الأراضي الأوكرانية، أي حوالي 17 بالمئة من البلاد، وهي أقل نسبة تسيطر عليها موسكو منذ أبريل.
وعن الاستراتيجية الجديدة لروسيا بعد التراجع، فإن الرئيس فلاديمير بوتين يهدف إلى استنفاد القوات الأوكرانية، بهدف تقليل ثقة حلفاء كييف في قدرات جنود أوكرانيا.
وفيما يبدو أن الزخم هو لصالح أوكرانيا، فإن الشكل الذي ستتخذه الحرب في الأشهر المقبلة لا يزال معلقا.
واعتبر مدير برنامج أوروبا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ماكس بيرغمان أن “هدف الكرملين المبكر المتمثل في الاستيلاء بسرعة على كل أوكرانيا كان طموحا للغاية”، لافتا إلى أن “ما تحاول روسيا تحقيقه الآن ليس بالضرورة كسب المزيد من الأراضي”.
وأضاف بيرغمان أن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على الاستمرار في التقدم خلال الأسابيع التي تسبق الشتاء، عندما تجعل الأمطار والأراضي الموحلة التحركات العسكرية أكثر صعوبة.
وقال: “لا يزال الاتجاه الذي سيسلكه هذا الصراع غير واضح”.