بقلم: مارتن شولوف
الشرق اليوم- تعرضت مناطق عديدة في سوريا لضربات الجوية، خلال الأيام الأخيرة، ونفذها السلاح الجوي لـ3 دول هي تركيا وروسيا وإسرائيل.
وقصفت المقاتلات الحربية للدول الثلاث أهدافا عديدة في مناطق كثيرة بسوريا خلال الأيام الأخيرة في ضربات جوية هي الأكثر شمولا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتعد هذه الضربات الجوية تأكيد على أن الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن ما زالت مشتعلة وقد تشهد تصعيدا على 3 جبهات على الأقل.
وقد شنت إسرائيل غارات جوية في وقت مبكر من صباح السبت الماضي استهدفت عدة مواقع على طول الساحل السوري وفي قلب سوريا. وطال القصف أماكن في اللاذقية وحماة وحمص، وأدى إلى مقتل 4 جنود وفق مسؤولين سوريين.
ويُعتقد أن الضربات الإسرائيلية نُفذت ضد أهداف مرتبطة بإيران تضمنت أسلحة متطورة كانت ستسلم لحزب الله في لبنان .
كما نفذت تركيا غارات جوية في سوريا أول أمس الأحد استهدفت مواقع كردية في شمال شرق سوريا، ردا على التفجير الإرهابي الدامي الذي هز إسطنبول الأسبوع الماضي وحمّلت أنقرة حزب العمال الكردستاني المسؤولية عنه.
وقصفت الطائرات الروسية القليلة المتبقية في سوريا مناطق ريفية في إدلب قرب الحدود التركية ومواقع مدنية بالقرب من مخيمين للاجئين مساء أول أمس وفي وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، في أحدث هجوم لها على المناطق التي لا تخضع لسيطرة دمشق وفق الغارديان.
إن ما يحدث في سوريا الآن يمثل نهاية مرحلة بالنسبة للعديد ممن شهدوا الأيام الأولى للثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، لكنها من جهة أخرى تمثل بداية مرحلة جديدة من الصراع بالنسبة لأصحاب المصلحة الرئيسيين في سوريا وهم تركيا التي دعمت بنشاط جماعات المعارضة السورية، وروسيا التي دعمت الأسد وانتشلته من موقع الخاسر في معركة ميؤوس منها إلى منزلة المنتصر، وإسرائيل التي تستهدف الوجود الإيراني داخل سوريا منذ بداية الصراع السوري.
وقالت الدكتورة لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث : إن الحرب في سوريا معرضة لأن تصبح صراعا منسيا، لكن الضربات الجوية المستمرة من قبل تركيا وروسيا وإسرائيل تظهر أن هناك مصالح إقليمية ما زالت على المحك، حيث تستهدف كل من الدول الثلاث خصومها لمنعهم من تعزيز نفوذهم في سوريا.