بقلم: جيمس تراوب
الشرق اليوم- ما زال الوقت مبكرا للغاية على بدء مفاوضات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإحلال السلام هناك، فإن الدبلوماسية السابقة لأوانها أثناء الحرب، خطأ، وينبغي السماح لديناميكية ساحة المعركة بتشكيل شروط التفاوض.
واستشهاداً بما حدث في صيف عام 1814 عندما التقى مفاوضون أمريكيون وبريطانيون في مدينة غنت البلجيكية على أمل وضع حد للحرب الدائرة بين بلديهم على مدى عامين، والتي بدأت بغزو إنجلترا الولايات المتحدة.
فإن الأمريكيين كانوا على وشك الرضوخ للمطالب البريطانية بإعادة ترسيم الحدود، مع احتفاظ المملكة المتحدة بالمكاسب التي حققتها على الأرض، ومن بينها أجزاء من نيو إنغلاند التي تقع شمال شرقي الولايات المتحدة وتضم 6 ولايات مهمة.
بيد أن المفاوضين الأمريكيين لجؤوا إلى المماطلة على أمل سماع أخبار لصالحهم من ساحة المعركة، وسرعان ما وصلتهم أنباء الانتصارات الأمريكية على الأرض، مما اضطر البريطانيين لسحب جميع مطالبهم، وتوصل الطرفان إلى اتفاق سلام أنهى الحقبة التي كانت فيها السيادة الأمريكية مهددة.
إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي يحث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على “اغتنام الفرصة” للجهود الدبلوماسية الآن بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية التي يرى أنها أوصلت الجيش الروسي إلى طريق مسدود.
وذلك سيكون خطأ، فالقوات الأوكرانية تتصدى للجيش الروسي منذ بداية الحرب، وتمكنت من إخراجه من مناطق كان يبسط سيطرته عليها، وكان بالإمكان أن تقود أي جهود دبلوماسية لإحلال السلام قبل شهر من الآن إلى تنازل أوكرانيا عن خيرسون وإبقائها تحت السيطرة الروسية، لكن الأوكرانيين استطاعوا استعادة المدينة مؤخرا، تماما كما كان من شأن الوضع في اتفاق 1814.
إن لحظة الاحتكام للدبلوماسية ستأتي، لكن وقتها لم يحن بعد، داعيا إلى ضرورة عدم التسرع بدفع أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا في الوقت الراهن وانتظار ما سيسفر عنه القتال في ساحة المعركة.