بقلم: عهدية أحمد السيد – صحيفة الاتحاد
الشرق اليوم- عاد حزب “الليكود” بقيادة “بنيامين نتنياهو” للسلطة في إسرائيل، بعد حصوله على 64 مقعداً، إذ نجح في حسم الصراع السياسي على أغلبية الكنيست، بينما حصل رئيس الوزراء السابق “يائير لابيد”، زعيم حزب “هناك مستقبل” وتحالفه على 51 مقعداً.
يتحدث المراقبون أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون الأكثر “يمينية” عبر التاريخ في إسرائيل، كون حزب “الليكود” قد تحالف مع “تكتل الصهيونية الدينية” و”حزب شاس اليهودي الشرقي”، وأعتقد برأيي أن الحقائب الوزارية ستوزع بشكل متوازن ما بين “تحالف نتنياهو” وخصومه، ولا أعتقد أن “نتنياهو” سيدفع بشخصيات يمينية عرفت بتطرفها في الحقائب السيادية للحكومة.
سيحاول نتنياهو الدفع بخصومه، وتحديداً شخصيات على وزن “بيني غانتس” لحقيبة الدفاع، و”يائير لابيد” لحقيبة الخارجية، ما قد يحدث التوازن في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وينهي كافة التصورات المقلقة حول حكومة يمينية متطرفة، كما تعطي حلفاء إسرائيل الثقة والأريحية، في التعامل مع الملفات الخارجية.
هناك ترقب لمعرفة اتجاهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجاه عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وإنْ كان هناك أية تغيير للسياسات الإسرائيلية السابقة، فإنها ستكون أكثر حزماً أو اعتدالاً، خصوصاً مع ملف الاتفاق النووي وتداعياته على المنطقة، وحديثاً اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وإنْ كانت الحكومة الجديدة ستستمر في الاتفاق، بالإضافة إلى موقف إسرائيل من الحرب الروسية الأوكرانية، والخلاف مع روسيا في هذا الشأن، وأعتقد أن مسار تطوير الاتفاقيات الإبراهيمية، سيكون من أولويات الحكومة الجديدة، خصوصاً أنها قد انطلقت في عهد نتنياهو السابق.
يُحسب لـ”نتنياهو” نجاحه في إبرام اتفاقيات السلام مع الإمارات والبحرين ثم السودان والمغرب، كما أنه وعد خلال حملاته الانتخابية بمواصلة العمل في تطبيع العلاقات مع مزيد من الدول العربية والإسلامية، إلا أن هذا برأيي يعتمد بشكل كبير على سياسات الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها.
لا أعتقد أن الحكومة الجديدة ستلغي الاتفاق مع لبنان، حول “حقل كاريش” و”حقل قانا”، لما له من عوائد اقتصادية مهمة للبلدين، ولأنه مدعوم من القوى الغربية، إلا إذا كان هناك تصعيد عسكري من ميليشيا “حزب الله” تجاه إسرائيل، فهذا بلا شك قد يؤدي إلى إيقاف التطبيق كأقصى إجراء، وليس إلغاء الاتفاق.
حول الأزمة الروسية- الأوكرانية، لابد أن أشير إلى أن “نتنياهو” يتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا، وفي الوقت نفسه علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا اتسمت بالتوتر خلال فترة رئاسته السابقة، ما يعني أنه سيكون أكثر توازناً بين الطرفين، وقد يسعى للوساطة ما بين روسيا وأوكرانيا.
سيكون “نتنياهو” أكثر حزماً حول ملف الاتفاق النووي مع إيران، ومواقفه تجاه اتفاق 2015 في عهد الرئيس السابق أوباما، والانسحاب من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس ترامب واضحة، بالإضافة إلى رفضه لعودة إدارة بايدن للاتفاق، في دلالة على أن مصير المفاوضات الحالية ستؤول إلى الجمود.
ولذلك، هناك برود في التصريحات الأمريكية والأوروبية حول نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل، والسبب معروف، فنتنياهو عاد للسلطة.