الشرق اليوم- من المتوقع أن تستمر روسيا في تبني الإستراتيجية العسكرية التي طبقتها في سوريا، خلال حربها ضد أوكرانيا، وقد تشمل تلك التكتيكات العسكرية إفراغ المدن من سكانها واستخدام الأسلحة المحظورة.
إن انتهاج سياسة الأرض المحروقة لن يحدث تحولا إستراتيجيا في الحرب ما لم يتوقف الدعم الغربي لكييف، الأمر الذي سيدفع الجيش الروسي إلى زيادة وتيرة هجماته التي تستهدف البنية التحتية المدنية والمدنيين الأوكرانيين.
وقد عينت روسيا في الثامن من أكتوبر الماضي قائدا عسكريا جديدا لقواتها في أوكرانيا هو الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي كانت آخر مهمة عسكرية له هي قيادة العمليات العسكرية الروسية في سوريا.
صعدّت روسيا بالفعل هجماتها ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا في أكتوبر الماضي بعد تولي سوروفيكين القيادة، وكثفت استهداف محطات الطاقة، متسببة بذلك في انقطاع واسع النطاق لخدمات الكهرباء، كما عادت لتقصف العاصمة كييف لأول مرة منذ شهور.
وخلال الأسابيع الأولى من الحرب لم يستهدف القصف الروسي سوى عدد محدود من الأهداف المدنية، ويُرجع ذلك إلى اعتقاد موسكو حينها أن الحكومة الأوكرانية ستنهار بسرعة.
لكن ذلك تغير بعد هزيمة القوات الروسية في كييف في مارس الماضي، فقد بدأت موسكو حملة مكثفة وواسعة النطاق ضد المدنيين الأوكرانيين أصبحت مع مرور الوقت أكثر شبها بحملاتها العسكرية في سوريا والشيشان.
يتبع الجيش الروسي إستراتيجية عسكرية جربها من قبل تهدف إلى إحباط معنويات المدنيين في شتى أنحاء أوكرانيا وتهجيرهم مستخدما في ذلك الطائرات المسيرة التي زودته بها إيران مؤخرا.
إن تلك الإستراتيجية ستأتي بنتائج عكسية، وتوقع أن يؤدي استهداف روسيا البنية التحتية المدنية والمدنيين العزل إلى زيادة عزم الأوكرانيين على مواصلة القتال وتعزيز إصرار حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لكييف.