الشرق اليوم- طالبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تطالب قادة أوكرانيا سراً بالتعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا، والتخلي عن شرطهم المعلن بإزاحة الرئيس فلاديمير بوتين، عن السلطة قبل المشاركة بأي محادثات سلام.
وقال مطلعون على المناقشات: إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة ضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.
وأوضحت المناقشات مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، ففيما تعهد المسؤولون الأمريكيون علناً بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات “لأطول فترة ممكنة”، يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية شهور وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.
ولم يعلق مجلس الأمن القومي الأمريكي بعد على مدى دقة تقرير صحيفة ” The Washington Post”.
ووفقا للصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جاداً في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.
شروط الاحترام
قال مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه: “الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة بالنسبة لبعض شركائنا”.
ووقع زيلينسكي مرسوماً في الرابع من أكتوبر يعلن فيه أن آفاق أي محادثات أوكرانية مع بوتين “منعدمة” لكنه ترك الباب مفتوحا لإجراء محادثات مع روسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “قلنا من قبل وسنقولها مجدداً: الأفعال أبلغ من الأقوال. إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض فعليها أن توقف قنابلها وصواريخها وتسحب قواتها من أوكرانيا”.
وأضاف: “يواصل الكرملين تصعيد هذه الحرب. الكرملين لم يظهر استعداداً للانخراط بجدية في المفاوضات حتى قبل أن يبدأ غزوه الشامل لأوكرانيا”، مشيراً إلى تصريحات زيلينسكي يوم الجمعة والتي قال فيها “نحن مستعدون للسلام، لسلام عادل وعلى نحو منصف وقد عبرنا عن صيغته مرات كثيرة”.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي للشعب الأوكراني يوم الجمعة “العالم يعرف موقفنا. احترام ميثاق الأمم المتحدة واحترام وحدة أراضينا واحترام شعبنا”.
كما أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال زيارة إلى كييف يوم الجمعة، أن دعم واشنطن لأوكرانيا سيظل “ثابتاً وراسخاً” بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس يوم الثلاثاء المقبل.
وأعلنت الولايات المتحدة مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا قيمتها 400 مليون دولار مما رفع القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية الأمريكية لكييف إلى أكثر من 18.2 مليار دولار منذ بدء القتال.