بقلم: ليزا ليرر – البيان
الشرق اليوم- بدأ كبار المشرّعين والمتخصصين في وضع الاستراتيجيات لدى “الحزب الديمقراطي” بالولايات المتحدة، يعبرون في مناقشات علنية، عن شكوكهم وتساؤلاتهم حيال أداء الحزب في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المقرر انعقادها بعد غدٍ الثلاثاء.
ثمّة مخاوف متزايدة في أروقة “الحزب الديمقراطي” من تضاؤل حظوظ الحزب في هذه الانتخابات، بعد أن بات واضحاً إخفاقه في بث رسالة موحدة إلى الناخبين أثناء فترة الحملة الانتخابية.ويُعد تصاعد الانتقادات من جانب الديمقراطيين، والذي يعكس بدوره تنامي مشاعر القلق لديهم، في الأيام الأخيرة قبل انعقاد الانتخابات، إشارة واضحة إلى هواجس تنتابهم حيال هزيمة قد تكون موجعة في الانتخابات، وذلك في ظل تكثيف الجمهوريين هجومهم على أداء “الحزب الديمقراطي” الذي يحكم حالياً في “البيت الأبيض”، وبصفة خاصة في قضيتين رئيسيتين، هما الاقتصاد والأمن العام.
وعلى مدى أسابيع متتالية، بنى الديمقراطيون حملتهم الانتخابية على دفاع عشوائي يتناول قضايا متشتتة، وإن كانت قضية الحق في الإجهاض هي أبرزها، لكن العامل المشترك بينها هو توجيه الاتهام إلى الجمهوريين بأنهم يرغبون في تمزيق شبكة الأمان الجماعي في البلاد وتقويض أسس الديمقراطية الأمريكية.
ولكن بعد ارتفاع حدة معاناة الأمريكيين خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع أسعار الغاز، وهو التضخم الذي ارتفع معدله إلى رقم قياسي، فضلاً عن حالة الغموض الاقتصادي الراهنة التي تسود البلاد، فإن غالبية الديمقراطيين الآن، أو على الأقل بعضهم، يدركون أن منهجهم في التعاطي مع الحملة الانتخابية يبدو فاشلاً.
وحتى بين الفئات غير القيادية ضمن كوادر الحزب، ثمة قدر ضئيل جداً من الاتفاق على ما يحتاجه الحزب تحديداً كي ينجح في انتخابات التجديد النصفي، فعلى سبيل المثال، في بعض الولايات التي يعتمد الفوز فيها بالأساس على عدد الناخبين السود المشاركين، يسود القلق بين الديمقراطيين أن الحزب لم يبذل الجهد الكافي لتعبئة أكبر قدر ممكن من السود المؤيدين له.
ويشكو البعض الآخر من التركيز بصورة مبالغ فيها على حقوق الإجهاض، وفي المقابل منح اهتمام ضئيل لقضايا جوهرية ومؤثرة وتؤدي أدواراً فاصلة في نتائج الانتخابات، كارتفاع معدلات الجريمة وزيادة كُلفة المعيشة.
ويشير الديمقراطيون عبر كافة أنحاء البلاد بقلق إلى إخفاق الحزب حتى الآن في بث رسالة اقتصادية موحدة إلى الناخبين، وأيضاً عجزه عن الاستفادة من الانتصارات التشريعية التي حققها أعضاؤه في الكونغرس خلال العامين الأخيرين، واستثمار هذه الانتصارات في الدعاية لنفسه قبل الانتخابات على نحو يتسم بالكفاءة.
وتقول إليسا سلوتكين، وهي عضو في مجلس النواب عن ولاية ميتشيغان، وهي واحدة من الولايات التي ستشهد قدراً هائلاً من الندية في الانتخابات المقبلة: “الحقيقة هي أن أداءنا كان سيئاً في ما يتعلق ببث منهجنا في التعامل مع الاقتصاد إلى الأمة”.
وأضافت سلوتكين: “ليست لديّ فكرة ما إذا كنت سأفوز في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، فالسباق الانتخابي يبدو متأرجحاً للغاية، ولكن إذا كنت لا تستطيع مخاطبة جيوب الناس بشكل مباشر والتحدث عن رؤيتنا حيال الاقتصاد، فإن حديثك منقوص”.
ويبدو أن سلوتكين ليست وحيدة بين الديمقراطيين في انتقادها للحزب، فقد أطلق السناتور الديمقراطي، برني ساندرز، من ولاية “فرمونت”، أجراس إنذار مفادها أن الديمقراطيين يعانون لتحفيز الطبقة العاملة على التصويت لهم.
وحتى الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما نفسه، الذي يجوب البلاد الآن للترويج للديمقراطيين المتنافسين على عضوية الكونغرس، أو على منصب حاكم الولاية في الولايات، التي تشهد منافسات شرسة، ألح على قيادات الحزب بالتوقف عن أداء دور “هادم الملذات”، بمعنى بناء حملتهم الانتخابية على مبدأ إشعار الناس بالخوف من قضية معينة.
كما أعرب بعض أعضاء الحزب أيضاً عن قلقهم من عدم اعتراف القيادات على نحو تام بالمعاناة الراهنة التي يشعر بها المواطن الأمريكي من جرّاء ارتفاع الأسعار.
وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية “بنسلفانيا”، بوب كيزي: “إذا هاجمَنا الجمهوريون انطلاقاً من نقطة التضخم، فيتعين علينا أن ننبري إليهم، ونسألهم: “وماذا صنعتم أنتم حيال التضخم؟ الإجابة: لا شيء”.
وأضاف: “وأعتقد أنه يتعين على الديمقراطيين الحديث في هذا الشأن على نحو أكثر مما يفعلون حالياً”.