بقلم: إيلين إيونيس
الشرق اليوم- كان الخطاب الروسي حول استخدام الأسلحة النووية، مليئا بالإشارات المختلطة، ولا تشير بالضرورة إلى نوايا لاستخدام السلاح النووي.
وخلال الأسبوع الماضي، اتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بنظرائه الغربيين، لإخبارهم بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام “قنبلة قذرة” مشعة، والقنبلة التي تحدثت عنها روسيا ليست سلاحا نوويا في حد ذاته، ولكن يمكن تصورها لاستخدامها في هجوم زائف كذريعة للتصعيد النووي الروسي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قدم، الخميس، تطمينات بعد تدريبات نووية تكتيكية بأن جيشه لا يخطط لهجوم نووي على أوكرانيا.
إن معرفة ما يفكر به بوتين وإلى أي مدى هو على استعداد للذهاب لتبرير هجومه المستمر على أوكرانيا “أمر مستحيل”، ويمكن اعتبار أن هناك مبررا لعدم التعامل مع رسائل هذا الأسبوع من موسكو كمؤشر على أن روسيا تخطط حاليا لهجوم نووي.
وقال خبراء: إن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن هذه محاولة للضغط على الغرب لإجبار أوكرانيا على التوصل إلى تسوية من أجل السلام.
تسير الحرب في أوكرانيا بشكل سيء بالنسبة للقوات الروسية، لكن في المقابل تواجه أوروبا شتاء طويلا وباردا بدون إمدادات الطاقة الروسية.
وقد حذر بوتين طوال حرب روسيا المستمرة منذ سبعة أشهر على أوكرانيا من أنه سيستخدم الأسلحة النووية ردا على العدوان المتصور من حلف شمال الأطلسي والغرب.
واعتبرت أن التدريبات النووية الروسية ليست بالضرورة علامة على أنه يتحضر، لأنها تحدث كل عام، حيث اتبعت أجهزة الدفاع الروسية البروتوكول في تنبيه وزارة الدفاع الأمريكية بشأنها، وبدأ حلف شمال الأطلسي في إجراء تدريباته النووية الخاصة في 17 أكتوبر.
وقد تواصل رئيس هيئة الأركان العامة الروسي، فاليري جيراسيموف، مع نظرائه في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الاثنين، للتعبير عن قلقه من “القنبلة القذرة” الأوكرانية المزعومة، في نفس الأسبوع الذي اتصل فيه شويغو بمسؤولي الدفاع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا للتعبير عن الشيء نفسه.
وكانت المكالمة هي الأولى من نوعها بين جيراسيموف ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال، مارك ميلي، منذ مايو، معتبرة أن حدوث ذلك هو تطور إيجابي يشير إلى أن قنوات الاتصال بين روسيا والغرب لا تزال موجودة، مما يقلل من احتمال التصعيد.
لكنه أيضا مؤشر على أن موسكو تحاول على الأرجح تسميم مساحة المعلومات وإثارة الشكوك في الغرب حول مخاطر دعم أوكرانيا في كفاحها المستمر من أجل سيادتها، كما قالت كاثرين لولور، كبيرة محللي الاستخبارات لفوكس.
إن الهدف من التحركات الروسية الأخيرة حول الأسلحة النووية قد لا يتعلق باستخدام الأسلحة النووية في الواقع بقدر ما يتعلق بممارسة الضغط وزرع الخوف والارتباك.
وتحاكي التدريبات ردا على هجوم محتمل ونشطت الدفاعات الجوية والبرية والبحرية الروسية، كما ذكرت رويترز يوم الخميس.
ونقل الموقع الأمريكي عن الزميلة المساعدة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ناتيا سيسكوريا، قولها إنه من المهم أن نضع في اعتبارنا أن مثل هذه التدريبات ليست مجرد مناورات تدريبية، بل هي أيضا استعراضات للقوة، ودعاية بمعنى ما.
وأضافت: “الآن تستخدم روسيا بشكل متزايد التهديدات النووية لابتزاز الغرب”، و”في المرة الأخيرة، أجرت روسيا مثل هذه التدريبات قبل شن الحرب في أوكرانيا”، لذلك يمكن أن تشير التدريبات إلى شكل من أشكال التصعيد، ولكن ليس بالضرورة بالمعنى النووي.
ورأت سيسكوريا، أن بوتين يحاول ممارسة ضغوط إضافية على الغرب ويلقي بظلاله على حقيقة أن القوات التقليدية الروسية تفشل في تحقيق أي نجاح في أوكرانيا. ويأمل الكرملين أنه من خلال توسيع نطاق الخطاب النووي سيكون الغرب على استعداد لمحاولة إقناع أوكرانيا بالتفاوض وقبول التنازلات.
ووفق موقع VOX فإن هناك أيضا عددا من الخطوات التحضيرية التي قد تحدث قبل استخدام الأسلحة النووية فعليا في ساحة المعركة، في حين أشار مسؤولون أمريكيون مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى أنهم يأخذون احتمال التصعيد على محمل الجد، فإن الأدلة حتى الآن لا تشير إلى الاستخدام الوشيك للأسلحة النووية التكتيكية في ساحة المعركة.