الشرق اليوم- مع تصاعد الحرب الأوكرانية، وانسداد كل منافذ الحوار والمفاوضات، وانعدام المبادرات السياسية، تتخذ الدول المنخرطة في الحرب المزيد من الخطوات التي تقود إلى حافة الهاوية النووية، من خلال مناورات نووية أو تحريك رؤوس نووية، بهدف ممارسة المزيد من الضغط المتبادل، مع مؤشرات تشي بأن عرض العضلات النووية المتزامنة في كل من أوروبا وروسيا هو جزء من الحرب، مع ما تحمله من مخاطر، وإن كانت حتى الآن مضبوطة ولم تخرج عن التهديدات، مع إعلان كل الأطراف عدم نيتها اللجوء إلى السلاح النووي لأنها تعي مخاطره.
كان حلف الأطلسي بدأ يوم السابع عشر من الشهر الحالي مناورات نووية تحت اسم “الظهر الثابت”، على أن تنتهي أواخر الشهر الحالي، وتجري في بلجيكا وفوق بحر الشمال وبريطانيا بمشاركة نحو 60 طائرة، بينها قاذفات أمريكية بعيدة المدى “بي 52” لكنها غير محملة بقنابل نووية حية، إضافة إلى أخرى للتزود بالوقود، وقد تم منع وسائل الإعلام من تغطية فعالياتها.
وقبل يومين ذكرت صحيفة “صن” البريطانية أن بريطانيا قامت بتحريك رؤوس نووية، وأشارت إلى أن ست مركبات كبيرة تابعة للشرطة رافقت أربع شاحنات عسكرية عملاقة أثناء مرورها في الطريق السريع الذي يربط لندن بمنطقتي أكسفورد وبيرمنغهام، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منها، حيث تم وقف حركة السير.
وتقول الصحيفة إنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها قوافل عسكرية بهذا الحجم، إذ إن الشرطة كانت قد أوقفت حركة المرور قبل ذلك بأسبوع من أجل قافلة قيل إنها تحمل رؤوساً نووية.
وفي إطار هذا التصعيد أعلنت الولايات المتحدة يوم أمس أنها تلقت إشعاراً من موسكو بشأن بدء مناورات تتضمن إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وأشار مسؤول عسكري أمريكي إلى أن هذه التدريبات التي يطلق عليها الروس اسم “الرعد النووي” تتضمن الاستخدام واسع النطاق للقوة النووية الاستراتيجية، بما فيها إطلاق صواريخ حية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر من “أن روسيا سترتكب خطأ جسيماً هائلاً إذا استخدمت سلاحاً نووياً تكتيكياً”، إلا أن مسؤولاً عسكرياً رفيع المستوى كان قد أعلن قبل ذلك أن الولايات المتحدة “لا تملك أي مؤشر على أن روسيا قررت استخدام أسلحة نووية أو كيماوية أو جرثومية في أوكرانيا”، في حين عمدت روسيا قبل ثلاثة أيام إلى تحذير الدول الأوروبية من احتمال قيام أوكرانيا باستخدام “القنبلة القذرة” داخل الأراضي الأوكرانية وتوجيه التهمة إلى موسكو.
من الواضح أن الحرب الأوكرانية تتخذ مساراً تصاعدياً من خلال المناورات النووية التي يختبر فيها كل طرف مدى قوته واستعداداته لخوض حرب نووية، يعرف الجميع أن القرار بشأنها ليس هيناً، إن لم يكن صعباً، إلا إذا تم استنفاد كل الخيارات بالوسائل العسكرية الكلاسيكية أو بالوسائل السياسية، وهذا أمر منوط بالدول المنخرطة بالحرب أن تدرك أن السعي لإطالة أمدها لن يحقق هدفه، كما على قيادات العالم أن تستشعر الخطر وتفتح الأبواب أمام الجهود الدبلوماسية.
المصدر: صحيفة الخليج