بقلم: تاي مينج تشيونغ
الشرق اليوم- أثار الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوف لدى المنظرين السياسيين والأمنيين الغربيين من أن يشجع ذلك الصين على الإقدام على خطوة مماثلة في جزيرة تايوان.
وكان المنطق السائد في بداية الحرب الأوكرانية هو أن غزو موسكو دولة في أوروبا الشرقية توشك أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد حطم المعايير الدولية وفتح المجال لتوسيع خيارات الزعيم الصيني القوي شي جين بينغ السياسية.
لا ترى بكين في الصراع الدائر في أوروبا ضوءا أخضر لبدء حملة عسكرية ضد تايوان، بل ترى فيه فرصة ثمينة تمكن مخططيها الحربيين من التعرف على نقاط ضعفهم في ساحة المعركة انطلاقا من التجربة الروسية.
ويمكن القول أن بكين ليس لديها ما يحملها على الإقدام على تصعيد متهور أو خطوة انتحارية. بل على العكس من ذلك، فواضعو الخطط العسكرية الصينيون ينظرون إلى قدراتهم العسكرية بحذر ملحوظ.
وبعد 8 أشهر من متابعة الصراع في أوكرانيا عن كثب، وإخفاقات روسيا المستمرة، لا بد أن بكين قد توصلت لمقاربة لما قد تسفر عنه حملة عسكرية صينية متهورة أو ضعيفة الإعداد على تايوان.
وانطلاقا من منظور عسكري بحت، أن تكون الأزمة الأوكرانية قد دفعت القيادة الصينية لتأجيل أي هجوم كانت تنوي القيام به ضد تايوان، خلافا لما اعتقده المراقبون الغربيون.
إن العلاقة العسكرية بين الصين وروسيا الممتدة على مدى عقود من الزمن تساعد على فهم تعامل القادة الصينيين مع ميزان القوى في مضيق تايوان بحذر شديد.
وتتمتع روسيا والصين بتاريخ واسع وإن كان متقلبًا من التعاون العسكري الوثيق، فقد أسس الحزب الشيوعي الصيني تنظيم جيش التحرير الشعبي على النموذج السوفياتي واستورد كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة من موسكو. كما أن بكين تدرك القواسم المشتركة الكثيرة بين جيشها والجيش الروسي ذي الأداء المتعثر الآن في أوكرانيا.
لذلك، قد ينتاب القادة الصينيين الخوف لا محالة من مصير مشابه وهم يرون الخسائر الجمة التي لحقت بالجيش الروسي، الذي سقط عشرات الآلاف من جنوده ما بين قتلى وجرحى منذ بدأ حملته العسكرية المتعثرة في أوكرانيا، كما تكبد خسائر فادحة في المعدات العسكرية، وما زال غير قادر على تحقيق أهدافه التي بدت في أول الأمر سهلة المنال.
وبناء على كل ما سبق، إن القادة في بكين يرون فيما يجري ملامح كارثة محتملة ستكون تداعياتها على أمن بلادهم خطيرة إذا أقدموا على شن حرب ضد تايوان ولم يحالفهم النصر، لأن ذلك برأي الكاتب قد يؤدي إلى سقوط حكم الحزب الشيوعي الصيني.