الشرق اليوم- هناك مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة والسعودية من تجاوز الأزمة الأخيرة التي طرأت جراء قرار مجموعة “أوبك+” خفض إنتاج النفط.
فإن الأزمة المفاجئة في العلاقات الأمريكية- السعودية هي واحدة من أسوأ الأزمات التي تواجه شراكة استراتيجية استمرت قرابة 80 عاما.
فقد فشل الجانبان في فهم وجهات نظر بعضهما البعض المتعلقة بالقرار، حيث تشعر واشنطن “بالخيانة”، فيما تعتقد الرياض أن خفض الإنتاج ضروري، ولا يحمل أي أبعاد سياسية، بل هو اقتصادي بحت.
كما أنه توجد أزمة ثقة متبادلة بين البلدين، حيث ترغب الولايات المتحدة وتتوقع تعاونا أكبر من قبل السعوديين، خاصة فيما يتعلق بأسعار الطاقة.
في المقابل، تريد السعودية وتتوقع دعما أمنيا أمريكيا أكبر، لكنها تشعر في الوقت ذاته أن واشنطن تحول اهتمامها تجاه أماكن أخرى مثل أوروبا والصين.
من هنا، فإن الدولتين لا تزالان تحتاجان بعضهما البعض، لأن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على توفير الأمن المطلوب للسعودية، التي بدورها تعدّ شريكا إقليميا مهما لنفوذ واشنطن في الخليج.
بالتالي، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى صياغة التزام أمني جديد لدول الخليج العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
من شأن هذا الالتزام أن يؤدي إلى تنشيط ما يعرف بـ”عقيدة كارتر لعام 1979″، عندما تعهد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالح واشنطن في منطقة الخليج، والرد على أي هجمات تستهدف المملكة، كما حصل في عام 2019، وفقا للتحليل.
وهكذا خطوة ستعتمد على قيام دول الخليج العربية بتجديد التزامها بمصالح الولايات المتحدة واستراتيجيات واشنطن العالمية والإقليمية.
ومن دون هذا الالتزام الجديد، من المرجح أن يتدهور التحالف طويل الأمد بين واشنطن والرياض، ويتحول إلى علاقة عادية لن تعود بالفائدة على كلا الجانبين.
بالإشارة إلى أن “اجتماع أوبك+، المقرر في الرابع من ديسمبر المقبل، سيمثل فرصة مهمة للسعوديين للعودة عن قرار خفض الإنتاج، على أن يفعلوا ذلك بالتنسيق مع واشنطن كخطوة أولى نحو إصلاح شراكة استمرت طويلا”.
وفي وقت سابق، قررت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” والدول المنتجة للنفط المتحالفة معها “أوبك بلس”، اللتان تضمان السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يوميا، اعتبارا من نوفمبر المقبل، ما اعتبرته إدارة بايدن انحيازا من “أوبك” لروسيا التي تشن حربا على أوكرانيا.
ولاحقا، توعد الرئيس الأمريكي بايدن السعودية بـ”عواقب لما فعلته مع روسيا”، قائلا لشبكة “سي إن إن” إنه “يجب علينا، وأنا في خضم العملية، عندما يعود مجلس الشيوخ والنواب، أن تكون هناك بعض العواقب لما فعلوه مع روسيا”.
وعند سؤاله عن نوع العواقب التي ستواجهها المملكة، رد بايدن بالقول: “لن أخوض في ما سآخذه في الاعتبار وما أفكر به. لكن ستكون هناك عواقب”.
بالمقابل، دافع المسؤولون السعوديون عن هذه الخطوة باعتبارها مدفوعة باعتبارات اقتصادية، ورفضوا اتهامات البيت الأبيض بأن “أوبك+” متحالفة مع روسيا”.