الشرق اليوم- اتهمت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر الروسية باستغلال الموارد الطبيعية في دول أفريقية بينها السودان ومالي وإفريقيا الوسطى لتمويل الحرب الروسية على أوكرانيا.
وحذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، من أن “مرتزقة فاغنر” يستغلون تلك “المكاسب غير المشروعة” لتمويل آلة الحرب في إفريقيا والشرق الأوسط بالإضافة إلى أوكرانيا.
وأضافت ليندا خلال اجتماع بمجلس الأمن بشأن تمويل الجماعات المسلحة من خلال الاتجار غير المشروع بالموارد الطبيعية في إفريقيا أن الأفارقة يدفعون ثمنا باهظا لممارسات فاغنر المنتهكة لحقوق الإنسان، والمستغلة لخيرات إفريقيا.
نفي روسي
عبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن أسفه لإثارة قضية “الدعم الروسي للشركاء الأفارقة”، وأكد أن هذا يفضح “حقيقتهم وحقيقة أهدافهم، وما يريدونه حقا من البلدان الأفريقية”.
وكانت صحيفة (Wall Street Journal) قد نقلت في أغسطس عن أمنيين غربيين قولهم: إن مجموعة فاغنر الروسية أرسلت علماء جيولوجيين لاستكشاف المناطق الغنية بالموارد في جنوب غرب ووسط مالي قبل نشر مرتزقتها هناك.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير: إن هؤلاء المسؤولين الأمنيين قالوا إن توقيت هذه الاستكشافات يشير إلى أن فاغنر تستخدم القوة العسكرية لتطهير مناطق من السكان، حتى يتسنى للشركة الوصول إليها للتنقيب والتعدين.
وذكرت الصحيفة أن مرتزقة فاغنر انتشروا هذا العام جنبا إلى جنب مع القوات المالية في المناطق الوسطى والغربية من مالي، مشيرة إلى أنهم متهمون بالتورط منذ مارس الماضي فيما لا يقل عن 6 مذابح مزعومة، وفقا للناجين ولمسؤولين غربيين ومسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، مما تسبب في فرار عشرات الآلاف عبر الحدود إلى موريتانيا.
وتعد مالي رابع أكبر مصدر للذهب في أفريقيا، كما تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والمنغنيز واليورانيوم والليثيوم، وهو معدن يستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك وفقا لوزارة التجارة الأمريكية وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
مجموعة فاغنر
وتعد مجموعة فاغنر أشهر شركة أمنية روسية، يعمل تحت لافتتها مئات المرتزقة الروس، وتتولى -وفق تقارير صحفية- تنفيذ ما يوصف بالعمليات القذرة في مناطق النزاع المختلفة.
ونشأت هذه المليشيا خلال السنوات الأخيرة حيث برزت في سوريا، وخطفت الأضواء أكثر بعد مقتل عدد من عناصرها خلال غارة أمريكية في سوريا مطلع فبراير 2018. واشتهر نشاطها كذلك في الحرب على أوكرانيا.
وسبق لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” (Los Angeles Times) أن ذكرت أن تأسيس المجموعة كان عام 2014 على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين الذي يخضع لعقوبات أمريكية على خلفية دوره في الأزمة الأوكرانية، حيث قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب المتمردين الانفصاليين قبل الحرب الأخيرة.
كما سبق لصحيفة “بلومبيرغ” (Bloomberg) الأمريكية أن أكدت أن المجموعة تمثل جزءا أساسيا من إستراتيجية روسيا الأوسع المتمثلة بالحرب الهجينة، فهي مزيج من العدوان الحركي والإعلامي لتعزيز المصالح الروسية، عبر نشر مقاتلين يرتدون أزياء غير الزي الرسمي للجيش الروسي، كما حدث في شبه جزيرة القرم في 2014.
وقبل نحو أسبوعين، أقر رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين يفغيني بريغوجين، بأنه أسس مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية عام 2014 للقتال في أوكرانيا، وأن عناصر منها ينتشرون في أفريقيا وأمريكا اللاتينية خصوصا.
جاء ذلك بعدما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر يظهر فيه بريغوجين وهو يجند سجناء في سجن روسي للقتال في صفوف مجموعة فاغنر على الجبهة الأوكرانية.
وفي منشور على حسابات شركته “كونكورد” (Concorde) عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكد بريغوجين أنه أسس هذه المجموعة لإرسال مقاتلين مؤهلين إلى منطقة دونباس الأوكرانية في 2014.
وأضاف في بيان: “منذ تلك اللحظة في الأول من مايو 2014 ولدت مجموعة وطنيين اتخذت اسم مجموعة كتيبة فاغنر التكتيكية”.