الشرق اليوم- منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من 7 أشهر، بدأ الحديث عن احتمال نشوب حرب نووية، لكن الأصوات المحذرة من هذا الخطر أصبحت أعلى خلال الأسبوعين الأخيرين بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لوح خلاله باستخدام السلاح النووي إذا تعرضت الأراضي الروسية للتهديد.
تأخذ الحكومة الأوكرانية تهديد بوتين على محمل الجد، فوفقًا لأحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن وكالات الاستخبارات في البلاد ترى أن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية “مرتفع للغاية”.
تعد الأسلحة النووية التكتيكية أقل فتكا من الأسلحة النووية التقليدية وهي مصممة للاستخدام في ساحة المعركة.
بيد أن المسؤولين الأمريكيين ما فتئوا يقولون إن خطر استخدام روسيا السلاح النووي في الحرب ما زال منخفضا، نظرا لعدم رصدهم أي قرائن تشير إلى أن موسكو بدأت التعبئة من أجل استخدام السلاح النووي.
لكن الإدارة الأمريكية أصبحت الآن أكثر قلقا بشأن احتمال استخدام موسكو أسلحة الدمار الشامل، مما كانت عليه في بداية الصراع، كما بدأ الحديث في واشنطن عن سيناريوهات ما بعد الضربة النووية المحتملة.
فكيف سيرد الغرب إذا أقدم بوتين على استخدم السلاح النووي في الحرب؟
يشار إلى أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، رد على تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي بالقول: إن أي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى “عواقب كارثية” على روسيا، مشيرا إلى أنه أوضح ذلك خلال اتصالات خاصة مع موسكو.
غير أن ما قصده مستشار الأمن القومي الأمريكي بالتداعيات الكارثية غير معروف حتى الآن، فقد يكون الرد بالمثل من خلال استخدام سلاح نووي تكتيكي أحد خيارات الرد الأمريكي. فهذا الرد من شأنه ردع العدو وتعزيز ثقة الحلفاء كما يخدم فكرة حظر استخدام الأسلحة النووية في المستقبل والتأكيد أن استخدامها لن يمر دون تبعات أليمة.
لكن المسؤولين في إدارة بايدن ينفون منذ شهور وجود أي سيناريو ترد فيه الولايات المتحدة بالمثل إذا أقدم بوتين على استخدام السلاح النووي في الحرب. وذلك لسبب وجيه وفق المحلل السياسي ماثيو كروينيغ، الذي نقلت عنه نيويورك تايمز القول إن رد أمريكا باستخدام السلاح النووي قد يعزز حظر استخدام أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه أيضًا قد يطلق دورة من التصعيد المتبادل تنتهي بحرب نووية شاملة.
ويرجح أن تكون خيارات الرد العسكري الأخرى واردة أكثر، كأن تعمد الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة التقليدية ضد الموقع الذي أطلق منه السلاح النووي الروسي، أو تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة للقيام بذلك.
إن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA)، الجنرال ديفيد بتريوس، ذهب مؤخرًا إلى حد التكهن بأن إدارة بايدن -في إطار ردها على استخدام روسيا السلاح النووي- ستقود حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) في جهد عسكري جماعي “للقضاء على جميع السلاح التقليدي الروسي الموجود في ساحة المعركة في أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم وكل السفن (الحربية الروسية) الموجودة في البحر الأسود”.
وفي المقابل، يشار إلى أن المسؤولين الروس يعتقدون أن بإمكانهم استخدام السلاح النووي في أوكرانيا من دون خشية التعرض لرد عسكري من قبل الناتو.
فقد كتب ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي -في تدوينة على تطبيق تليغرام- أن “الغوغاء من الأجانب والأوروبيين لن يموتوا في كارثة نووية”، ويضيف “لذلك، سوف يبتلعون استخدام أي سلاح في الصراع الحالي”.