الشرق اليوم- إن التحليل الإستراتيجي للتكلفة والفوائد لكل شيء، من الاقتصاد والسياسة إلى الاعتبارات التكنولوجية وديناميكيات التحالف، يرجح أن بكين ستؤخر غزو تايوان لسنوات إن لم يكن لعقود. وخلال ذلك ستحاول إجبار هذه الجزيرة على التخلي عن أحلامها بالسيادة وإقناع الغرب بأن الصراع عليها لا يستحق العناء.
ومع ذلك، دفعت المؤشرات الجيوسياسية الصين نحو التصعيد، فقد تستخدم تكتيكات قسرية مثل الهجمات الإلكترونية الشاملة ضد تايوان، والحصار الفعلي لموانئها، وحربا تجارية تستهدف صادراتها غير الإلكترونية، أو تجارة مقيدة في السلع الأساسية.
تعتقد السلطات في بكين أنها آخذة في الصعود وأن القوة الأمريكية في تراجع، وبالتالي فإن هذا الوقت في صالحها (الصين). وفيما يلي بعض القيود التي تجعل غزو تايوان غير مرجح في المدى القريب:
خطر الفشل
وعلاوة على تكاليف الغزو، من المحتمل ألا يكون الجيش الصيني جاهزا له بعد، نظرا للمهمة الشاقة المتمثلة في مثل هذا الغزو البرمائي الكبير واحتمال التدخل العسكري الأمريكي والياباني والأسترالي، ناهيك عن احتمال تورط حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهناك خطر الفشل، حيث يمكن أن تثني السياسة الداخلية بكين أيضا عن شن غزو، لأن الفشل في الاستيلاء العسكري على تايوان قد يؤدي إلى سقوط الحزب الشيوعي، أو على الأقل زعيمه الحالي الرئيس شي جين بينغ.
الاعتماد التكنولوجي
تعتمد الصين على الصادرات التايوانية من أشباه الموصلات عالية الجودة، ودمار الغزو يمكن أن يؤدي إلى إعادة التطور التكنولوجي لدى بكين إلى الوراء لعقود طويلة.
التدهور الاقتصادي المستمر
وقد تدفع فترة من التدهور الاقتصادي المستمر بكين إلى الاعتقاد بأن الوقت لم يعد في صالحها. وكلما طالت فترة الانتظار لمهاجمة تايوان، زاد عدد الأسلحة التي ستتمكن تايبيه من جمعها من خلال اتفاقيات أمنية، كالتي أبرمت مؤخرا مع الولايات المتحدة لتزويدها بالصواريخ ودعم المراقبة.
ويمكن أن تشهد الصين احتجاجات خارج السفارات أو القنصليات الأميركية أو الأوروبية الرئيسية بالمدن الرئيسية مثل بكين أو شنغهاي.
وقد تؤدي أيضا إلى إقرار المنظمات الدولية الرئيسية، مثل الصحة العالمية قبول تايوان عضوا برغم أن الصين عادة ما تعتمد عضويتها على استبعاد هذه الجزيرة. وقد تتخلى الولايات المتحدة ودول أخرى عن نسخها الخاصة من سياسة “صين واحدة الغامضة” مما يشير فعليا إلى اعترافها بتايوان دولة ذات سيادة.