بقلم: توماس فريدمان
الشرق اليوم- الأسبوع الماضي كان أسوأ أسبوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ غزوه لأوكرانيا قبل 7 أشهر، في قرار كان يفتقر إلى الحكمة والعدالة والرحمة، ودون أن تكون لدى صاحبه خطة بديلة
فقد عانت روسيا من انتكاسات الأسبوع الماضي على المستويات العسكرية والدبلوماسية وحتى المحلية.
إن أوكرانيا وحلفاءها أجبروا للتو الغزاة الروس على الانسحاب الفوضوي من جزء كبير من الأراضي، وإن زعيمي الصين والهند أعربا لحليفهما بوتين عن امتعاضهما من حربه وما نجم عنها من تضخم في الغذاء والطاقة أضرّ بسكان بلديهما البالغ عددهم 2.7 مليار نسمة، هذا فضلا عن إعلان إحدى نجوم البوب الروس لمتابعيها البالغ عددهم 3.4 ملايين على إنستغرام أن الحرب في صدد “تحويل بلدنا إلى دولة منبوذة والتسبب في تدهور حياة مواطنينا”.
بل إن الاستياء وصل حتى لحلفاء روسيا الأوروبيين، ورغم هذه التطورات فإن السؤال الذي ما يزال منذ بداية الحرب يطرح نفسه هو: كيف تنتهي هذه الحرب بشكل متوازن وثابت؟
3 مسارات
أن ثمة “3 نتائج محتملة، بعضها جديد تماما، وبعضها مألوف، ولكن جميعها تأتي بآثار جانبية معقدة وغير متوقعة”.
أولا
أن تنتصر أوكرانيا بشكل كامل، وهو ما قد يدفع بوتين للإقدام على عمل جنوني، عندما يرى نفسه يواجه بشكل مباشر الإذلال والهزيمة.
لكن فريدمان أبرز ألا أحد يتوقع أن يكون الجيش الأوكراني قادرًا على متابعة المكاسب العسكرية الكبيرة التي حققها خلال الأسبوعين الماضيين من خلال طرد القوات المتبقية من الأماكن التي تتمترس فيها، ولو تم ذلك، فإن فريدمان يحذر من أن بوتين ربما يلجأ للسلاح النووي الذي كثيرا ما لوح به.
ثانيا
أن تبرم “صفقة قذرة” مع بوتين تؤمن وقفا لإطلاق النار وتوقف التدمير، لكنها تخاطر بتقسيم الحلفاء الغربيين وإثارة غضب العديد من الأوكرانيين. وقد أوضح الكاتب هنا أنه لا يستطيع أن يتخيل أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيقبل بوقف لإطلاق النار أو شيء قريب من ذلك، حيث تتمتع قواته حاليا بقدر كبير من الزخم، وقد التزم باستعادة كل شبر من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
ثالثا
أن تبرم “صفقة أقل قذارة” تعود فيها الأمور إلى ما قبل غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، ويرى فريدمان أن كييف ربما تكون على استعداد للتعايش مع ذلك، وربما حتى الشعب الروسي أيضا، غير أن فريدمان يعتقد أن مثل هذه الصفقة قد لا تكون ممكنة ما لم تتم الإطاحة ببوتين أولا، إذ لا يمكنه أن يتحمل مواجهة الحقيقة المترتبة على ذلك والتي لا مراء فيها، وهي أن حربه كانت “عبثية” بكل ما في الكلمة من معنى.
وبعد استعراضه لتلك النتائج المحتملة، أوضح فريدمان أن التباين بين الاحتمالات الثلاثة عميق، ملفتا إلى أنه أيا كانت النتيجة فإن غالبيتنا سنستمر في التأثر بهذه الحرب، قائلا: “قد لا تكون مهتما بحرب أوكرانيا، لكن حرب أوكرانيا ستهتم بك، بأسعار الطاقة والغذاء، والأهم من ذلك بإنسانيتك”.
هذه الحرب يمكن أن تنتهي بطرق مختلفة بعضها أفضل من بعض وبعضها أسوأ، لكن لن تكون أي نهاية منها سهلة، “هذا حتى بدون النتيجة الرابعة، أي شيء لا يمكن لأحد التنبؤ به”.