بقلم: مايكل أوهانلون
الشرق اليوم- رغم تصاعد التوتر أخيرا بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، فإنه لا يمكن لأي من الحكومات في كل من واشنطن وبكين وتايبيه أن ترى في شنّ حرب حول الجزيرة خدمة لمصالحها، نظرا لجسامة المخاطر المترتبة على ذلك.
إن قرار شن حرب في تايوان سيكون خطأ كارثيا أسوأ من ذاك الذي ارتكبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما قرر مهاجمة أوكرانيا في فبراير الماضي، مدفوعا باعتقاده أن بإمكان بلاده تحقيق نصر سهل وسريع على أوكرانيا.
وإن التنبؤ بالطرف الذي ستكون له الغلبة في أي صراع قد ينشب في تايوان أمر غير واقعي إن لم يكن مستحيلا، حتى إن كانت الحرب محدودة من حيث النطاق والجغرافيا.
سيناريوهات
ويستعرض المقال بعض السيناريوهات المتوقعة التي تعطي صورة عن الأخطار الجسيمة والتكلفة الباهظة للحرب في تايوان، من بينها -على سبيل المثال لا الحصر- أن الصراع المسلح قد يكلف الصين معظم أسطولها من الغواصات الحربية، وفقا لسيناريو يفترض نجاح المنصات الحربية المضادة للغواصات التابعة للجيش الأمريكي في فك أي حصار تفرضه الصين على الجزيرة.
لكن تلك النتيجة ليست مضمونة، إذ قد لا يتمكن الجيش الأمريكي من رصد الغواصات الحربية الصينية، وهو سيناريو مرجح إذا ما استطاعت الصين مهاجمة القواعد الجوية الأمريكية في مدينة أوكيناوا باليابان والسفن التي قد تستخدمها الولايات المتحدة لتسيير قوافل الإمدادات لفك الحصار عن تايوان.
وهذا السيناريو غير مستبعد، وقد ينتهي بتدمير معظم الأسطول البحري الأمريكي وفشل واشنطن في فك الحصار الخانق الذي تفرضه الغواصات الصينية على تايوان.
ومن المرجح أن يتوسع نطاق الحرب، إذ لا يُتوقّع أن تقبل بكين ولا واشنطن الهزيمة في صراع محدود، وسيعمد الطرفان إلى توسيع رقعة الصراع ليشمل مناطق أخرى، وتصعيد شدته لتشمل التهديد باستخدام الأسلحة النووية، أو استخدامها بالفعل، الأمر الذي قد يجعل الصراع في تايوان أسوأ كارثة في تاريخ الحرب.
يمكن القول إنه لا يوجد حل سهل للتعامل مع التحدي الذي يمثله صعود الصين للولايات المتحدة، والذي ستستمر تداعياته أمدا طويلا. لذلك، يرى أن الهدف الذي ينبغي أن تضعه واشنطن نصب عينيها هو تجنب الدخول في حرب مع بكين في تايوان، لكي يتمكن شعبها من العيش بشكل طبيعي بدلًا من المخاطرة بحياة الناس في صراع من أجل الهيمنة على العالم.