الشرق اليوم- إنه انعكاس محزن للوضع السياسي الخطير الذي تجد الأمة نفسها فيه أن الرئيس بايدن شعر بأنه مضطر لإلقاء خطاب في وقت الذروة يندد فيه بالعنف السياسي وإنكار الانتخابات ويدعو الأمريكيين إلى “الاتحاد وراء الهدف الوحيد المتمثل في الدفاع عن ديمقراطيتنا”.
في الواقع، تتعرض الديمقراطية، للهجوم في الولايات المتحدة، وأن الالتفاف للدفاع عنها مهمة ملحة، ولا يخدم الأمة التظاهر بأن هذه مشكلة ذات أبعاد بين الحزبين.
وأصبح الدفاع عن الديمقراطية واجبا عندما روج زعيم أحد الحزبين للاعتقاد الخاطئ بأن انتخابات 2020 الرئاسية قد سُرقت، وسعى إلى منع التداول السلمي للسلطة، وحرض أتباعه على اقتحام مبنى الكابيتول، واستمر في إثارة الغضب والاضطراب.
كما قال بايدن في فيلادلفيا يوم الخميس “الكثير مما يحدث في بلدنا اليوم ليس طبيعيا. يمثل دونالد ترامب والجمهوريون أصحاب الشعار “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا” تطرفا يهدد أسس جمهوريتنا”.
إن التحدي الصعب، الذي ربما لا يمكن التغلب عليه، الذي واجهه بايدن -قبل 8 أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي التي ستحدد المسار المستقبلي لرئاسته- هو كيفية إيصال رسالة الدفاع عن الديمقراطية بطريقة تستدعي الوطنية بدلا من الحزبية.
وإن إقناع الناس لا يكون بتوبيخهم أو تحقيرهم، وأن هذه هي الطريقة التي وصل بها خطاب الرئيس للعديد من المحافظين ذوي النية الحسنة.
أخطأ بايدن في الخلط بين التمسك بسيادة القانون وأجندته الحزبية، التي أسماها “عمل الديمقراطية”.
وأضافت أنه يمكن أن تكون مع الديمقراطية ولكن ضد مقترحات سياسة الرئيس لاستخدام الحكومة لخفض أسعار الأدوية التي تستلزم وصفة طبية ومكافحة تغير المناخ.
ويشار إلى أن ترامب أعلن خلال مقابلة إذاعية، قبل ساعات فقط من خطاب بايدن، بأنه إذا أصبح رئيسا مرة أخرى فسوف يصدر عفوا كاملا واعتذارا حكوميا لمثيري الشغب في السادس من يناير 2021.
ما هو مخز حقا، وما شكل خلفية خطاب بايدن هو ازدراء ترامب المستمر لسيادة القانون والصمت المتواطئ لقادة حزبه المفترضين، مثل زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي؛ والتهديد الحقيقي بأن ترامب قد يكون مرة أخرى مرشح حزبه في عام 2024.