الشرق اليوم- منذ بدء موسم الأمطار الموسمية في يونيو فإن باكستان تعيش كارثة غير مسبوقة، فإن الفياضانات التي اجتاحت البلاد والخسائر الاقتصادية المرتبطة بها ستفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية لإسلام آباد، وربما تزيد مخاطر”النشاط المتشدد” في مناطق معينة.
وتفاقمت الأزمة بسبب عدم كفاية البنى الأساسية المادية وضعف التأهب للكوارث، حيث تضررت 3 من مقاطعات باكستان الأربع -السند وبلوشستان وخيبر وبختونخوا- بشدة من الفيضانات.
وأفادت الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث أن نحو 30 مليون شخص قد نزحوا ودُمر ما يقرب من 150 جسرا وأكثر من 170 متجرا.
إن الفيضانات المستمرة تأتي في الوقت الذي تواجه فيه باكستان أزمة اقتصادية حادة واضطرابات تختمر، ومع استمرار المخاطر الكامنة للمسلحين رغم مفاوضات وقف إطلاق النار بين الحكومة وحركة طالبان باكستان.
وقد وافق صندوق النقد الدولي في 29 أغسطس الحالي على استئنافه برنامج الإنقاذ البالغ 1.17 مليار دولار. ورغم شريان الحياة المالي هذا، لا تزال إسلام آباد تواجه مجموعة من التحديات الاقتصادية الرئيسية، حيث احتياطيات النقد الأجنبي عند مستويات منخفضة تاريخيا (تقريبا ما يكفي فقط لتغطية نحو شهر من الواردات)، وارتفاع التضخم (حوالي 25% في يوليو/تموز الماضي) وتزايد عجز الحساب الجاري (حاليا عند حوالي 17.4 مليار دولار).
ويرى أن الأضرار الاقتصادية للفيضانات ستؤدي إلى تعقيد جهود الحكومة المستمرة لتحقيق الإغاثة الاقتصادية، مما قد يعزز شعبية رئيس الوزراء المقال عمران خان ويسبب مزيدا من الاضطراب السياسي.
ولكن قد يستغل “المتشددين” الأزمة والوتيرة البطيئة المحتملة لجهود معالجة آثارها في تجنيد الأفراد أو شن هجمات.
المصدر: الجزيرة