الرئيسية / مقالات رأي / تحولات الأزمة في العراق

تحولات الأزمة في العراق

بقلم: فيصل عابدون – صحيفة الخليج

الشرق اليوم– انتقلت الأزمة العراقية إلى ذروة جديدة من التعقيد مع إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال السياسة، وإغلاق كافة المؤسسات الخاصة بتياره، عدا المرقد والمتحف وهيئة التراث، وعمت فوضى عارمة الشارع السياسي والشعبي العراقي، عقب خطوة الصدر المفاجئة، والتي تخلط أوراق الساحة السياسية بشدة، وربما تعيد الأمور إلى نقطة الصفر، أو تدفع بها إلى المجهول.

لقد أعادت الأزمة العراقية إنتاج نفسها بصور وأشكال مختلفة مع استمرار حالة الجمود والانسداد، وعجز النخب السياسية عن الوصول إلى حالة توافق، تمهد للخروج من نفق الأزمة.

وكان مقتدى الصدر قد طرح، مطلع الأسبوع، مبادرة جديدة تتلخص في تخلي جميع الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية عن المناصب الحكومية التي تشغلها، وأن تبعد نفسها طوعاً عن خوض الانتخابات المقبلة، أو المشاركة في السلطة، لكن هذه المبادرة التي وضعت سقفاً عالياً للتنازلات المطلوبة من القوى والشخصيات السياسية، جوبهت بالرفض كما كان متوقعاً، واستمر تمترس القيادات وراء مقترحاتها المطروحة، وشغل الوقت بإدارة الصراع مع القوى الأخرى المناوئة أو انتظار مبادرات أخرى، تضمن لها البقاء في المشهد، وتحقيق المكاسب التي تتطلع إليها.

من الواضح أن الأزمة السياسية في العراق شديدة التعقيد والتشابك؛ فطاولة الحوار التي وضعها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وعقد أول فصولها في مبنى القصر الحكومي قبل أيام، واجهت التعطيل، بعد تعثر انعقاد جلستها الثانية، من جرّاء مواقف جديدة لبعض القوى، بينها الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ حيث ترفض تلك القوى الحضور من دون وجود ممثل التيار الصدري.

وفي ظل حالة الفوضى الراهنة، أصبح انتظار قرار المحكمة الدستورية حول القضية المرفوعة بشأن حل البرلمان لا طائل من ورائه، خاصة بعدما اقتحمت الجماهير الغاضبة المؤيدة للتيار الصدري، المباني السيادية في العاصمة، بغداد، بما فيها القصر الجمهوري، ومقر المحكمة الدستورية، إضافة إلى مقرات في محافظات أخرى.

ويتفق الطرفان المتصارعان على خيار الانتخابات المبكرة، لإنهاء المأزق الذي غرق فيه العراق منذ انتخابات أكتوبر2021؛ حيث ما تزال البلاد عاجزة عن تشكيل حكومة جديدة؛ إذ إن الصدر يطرح خيار إجراءها قبل تشكيل أي حكومة، بينما يشدد خصومه في الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة جديدة قبل الاقتراع، وهو خلاف أطال أمد الأزمة، وجعل إمكانية إجراء الانتخابات من الأمور المشكوك فيها.

وتعد الانتخابات المبكرة في الأحوال الطبيعية، الحل الأفضل لتصحيح الأوضاع الخطأ أو عبور الأزمات السياسية العارضة التي تعانيها أي بلد، غير أنه وفي ظل التطورات الجديدة التي بدأت بالظهور بخروج أنصار التيار الصدري إلى الشوارع، وحدوث مواجهات مع بعض الجهات المجهولة، أدت إلى سقوط قتلى ووقوع إصابات بين المتظاهرين، من شأنها أن تضفي على المشهد المزيد من الغموض ليس فقط حول الوضع القائم؛ بل حول مستقبل العراق بأكمله.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …