الرئيسية / الرئيسية / National Interest: كيف ستنتهي حرب الاستنزاف الروسية الأوكرانية؟

National Interest: كيف ستنتهي حرب الاستنزاف الروسية الأوكرانية؟

بقلم: مارك كاتز

الشرق اليوم- بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب، يبدو أن الصراع في أوكرانيا أبعد ما يكون عن الحسم، كما يبدو أن موسكو وكييف مصممتان على الاستمرار في القتال إلى مدى غير معروف. فكيف إذا ستكون نهاية الصراع الذي تحول إلى حرب استنزاف؟ وما السيناريوهات المحتملة لنهايته؟

إن الحرب لم تسر وفق حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان يتوقع عندما بدأ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي أن حملته العسكرية ستؤدي إلى استسلام أو سقوط سريع لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

لكن المقاومة الشرسة التي قابل بها الأوكرانيون “الغزو” الروسي وإمدادات السلاح السخية التي انهالت على كييف من دول الغرب -خاصة من الولايات المتحدة- حالت دون تحقيق ما يصبو إليه بوتين، وبعد 6 أشهر من القتال يرى كاتز أن الصراع قد تحول إلى حرب استنزاف طاحنة.

ورغم اعتراف زيلينسكي بأن القوات الروسية تحتل نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، فإن القوات الأوكرانية المدعومة من قبل الغرب قد تتمكن من منع الروس من تحقيق مزيد من التقدم، لكن كييف على الأرجح لا تملك القدرة على طرد قوات بوتين خارج حدودها.

ورغم كل ما سبق فإنه لا يبدو أن أيا من الطرفين مستعد لوقف إطلاق النار، الأمر الذي يعني أن الحرب قد تستمر أشهرا أخرى وربما سنوات.

سيناريوهات

ومن بين تلك السيناريوهات أن يتمكن أحد أطراف الصراع من تحقيق نصر عسكري، كأن تتمكن روسيا -رغم الصعوبات التي تواجهها الآن- من تغيير مسار الحرب وتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إسقاط حكومة زيلينسكي أو إجبارها على الاستسلام. أو أن تتمكن القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب من إخراج القوات الروسية بطريقة ما من معظم الأراضي التي استولت عليها، إن لم يكن كلها.

لكن إن الحروب قد لا تنتهي بالضرورة بتمكن أحد أطرافها من إلحاق هزيمة عسكرية بخصمه؛ فحروب الاستنزاف قد تنتهي بطرق أخرى؛ ومنها الانهيار الداخلي لأحد أطراف الصراع بسبب متطلبات الحرب، مثلما حدث في ألمانيا مع نهاية الحرب العالمية الأولى.

وقد يدفع استمرار القتال لسنوات دون تمكن أحد الخصمين من حسم المعركة لصالحه أطراف الصراع لقبول وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات بسبب التكاليف الباهظة للحرب، كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت سنوات من عام 1980 إلى 1988.

وهناك عوامل قد تحسم نتيجة الحرب لصالح أحد الطرفين، من بينها استمرار تدفق السلاح الغربي إلى كييف، الذي سيمكّن الأوكرانيين من الاستمرار في الحرب، أو يجبرهم على الاستسلام في حال توقفه.

وفي المقابل يحتاج بوتين إلى استمرار الدعم الشعبي الروسي لحربه ليتمكن من الاستمرار في القتال.

قد يكون هناك دور محتمل للانتخابات الأمريكية في مسار الحرب، إذ أنه في حال قدرة بوتين على الاستمرار في القتال حتى عام 2024، وترشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وفوزه في الانتخابات، فإن ذلك سيعني نهاية الدعم الأمريكي لكييف، مما يساعد موسكو على تحقيق أهدافها في أوكرانيا.

ويخلص الأكاديمي الأمريكي في مقاله إلى أنه إذا لم تتمكن روسيا أو أوكرانيا -كما هو مرجح الآن- من تحقيق نصر عسكري في المستقبل القريب؛ فإن الحرب ستستمر إلى أن ينهار أحد الطرفين أو يتخلى كلاهما عن محاولة إلحاق الهزيمة بخصمه.

شاهد أيضاً

قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات

الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …