الشرق اليوم- تتعرض الديمقراطية للتهديد في معظم أنحاء العالم، بناء على بيانات رصدها معهد (V-Dem) للمراقبة الدولية،
إن الولايات المتحدة ليست وحدها في مواجهة الضغط على قواعدها ومؤسساتها الديمقراطية.
وأشارت بيانات المعهد إلى أن المزيد من الديمقراطيات آخذة في الانحدار، وتصل إلى الاستبداد، أكثر من أي وقت مضى في القرن الماضي.
وتظهر البيانات أن “هذا الاتجاه، المستمر منذ أكثر من عقد من الزمان، يبدو أنه يتسارع، ويؤثر على الديمقراطيات الراسخة والهشة على حد سواء في جميع أنحاء العالم”.
ومن خلال التقرير تم رصد بعض الأحداث والتطورات التي حصلت في عدة دول حول العالم، وتبين كيفية “انحدار الديمقراطية”.
كينيا
على الرغم من اعتبار كينيا واحدة من أقوى الديمقراطيات في إفريقيا، إلا أنها واجهت اضطرابات دورية. استغل السياسيون هناك أحيانا الاستقطاب على أسس عرقية وجغرافية، لا سيما أثناء الانتخابات. وقد أدى ذلك إلى أزمات في تداول السلطة، وإلى عنف طائفي أو هجمات على مؤسسات حكومية مثل المحاكم.
ووفقا للتقرير “خلقت الانتخابات الهزيلة للغاية في أغسطس، اختبارا آخر للديمقراطية الكينية، حيث اقترح أحد كبار مساعدي المرشح الخاسر أن حملتهم قد تتحدى النتائج باعتبارها مزورة”.
سريلانكا
هذه الديمقراطية المتعددة الأعراق والمتنوعة دينيا موضع تساؤل منذ أن تولى شقيق ماهيندا راجاباكسا، وهو رجل قوي سابق، السلطة في انتخابات 2019. لطالما واجهت عائلة راجاباكسا اتهامات بإساءة استخدام السلطة وتشويه سمعة الأقليات في البلاد، مما أثار مخاوف من عودة سريلانكا إلى الحكم المطلق.
هذا الصيف، بلغت المظاهرات بسبب القضايا الاقتصادية ذروتها باقتحام المتظاهرين للقصر الرئاسي. استقال الرئيس غوتابايا راجاباكسا، لكنه عين حليفا كبديل له، وأصبح ذلك الحليف رسميا فيما بعد رئيسا بمباركة البرلمان. وقد أصبح الصراع بين المتظاهرين وعائلة راجاباكسا في طي النسيان.
هنغاريا
أعلن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، عام 2014 أن “الدولة الجديدة التي نبنيها هي دولة غير ليبرالية”.
منذ ذلك الحين، أعاد أوربان، الذي يصور نفسه على أنه في طليعة اليمين الشعبوي العالمي، تنظيم المحاكم والدستور وقواعد التصويت بطرق عززت حكمه. كما استخدم وسائل الإعلام الحكومية والخاصة ضد المعارضين، وروج للتضليل والخطاب القومي.
البرازيل
لطالما انتقد الرئيس جايير بولسونارو، المؤسسات الديمقراطية في البرازيل ووصفها بأنها فاسدة. كما تحدث باعتزاز عن الديكتاتورية العسكرية اليمينية في البلاد، التي حكمت من عام 1964 إلى عام 1985
ويشكك بولسونارو بالفعل في شرعية السباق الرئاسي البرازيلي في أكتوبر المقبل، والذي يتأخر فيه باستمرار في استطلاعات الرأي. حتى أنه استعان ببعض القادة العسكريين لإثارة الشكوك حول نزاهة التصويت.
الفلبين
شهدت السنوات الست التي قضاها، رودريغو دوتيرتي، كرئيس للفلبين سجن خصوم سياسيين وصحفيين ناقدين، وانتشار واسع النطاق للمعلومات المضللة المؤيدة لدوتيرتي وموجة من عنف الشرطة الأهلية التي خلفت آلاف القتلى.
لقد وضع دوتيرتي، وهو شعبوي، نفسه على أنه يدافع عن الديمقراطية ضد المعارضين الذين وصفهم بأنهم تهديدات للبلاد من الداخل، وحصل على دعم من قاعدته على الرغم من تجاوزاته أثناء توليه منصبه.
وبعد ترك منصبه بنهاية فترة ولايته في مايو الماضي، انتخب الناخبون رئيسا جديدا، وهو فرديناند ماركوس الابن، تخشى الجماعات الحقوقية أن يستمر أسلوب والده في الحكم. والرئيس الجديد ماركوس هو نجل ديكتاتور سابق للفلبين. ونائبة الرئيس، سارة دوتيرتي، هي ابنة الرئيس السابق.
الهند
في عهد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند اليميني منذ عام 2014، نمت بشكل حاد القومية الهندوسية المتطرفة، التي غالبا ما يدعمها حلفاء حكومته، وأدت إلى انقسام في المجتمع الهندي.
واجه المسلمون في البلاد البالغ عددهم 200 مليون تقريبا التهميش السياسي، وفي كثير من الحالات، العنف الديني المميت (…) ويتعرض الصحفيون الناقدون لضغط متزايد من الحكومة ووسائل الإعلام القومية.
تركيا
خلال نحو 20 عاما في السلطة، أعاد الرئيس رجب طيب إردوغان صياغة الديمقراطية التركية لتناسب “حكمه الشخصي”. كان ينظر إليه سابقا على أنه قوة ليبرالية، لكنه قلص الحريات السياسية وقام بتقوية السلطة المركزية بشكل جذري لدرجة أنه بات ينظر إليه على نطاق واسع على أنه ديكتاتور.
بعد محاولة انقلابية ضده عام 2016، اعتقلت القوات الأمنية الموالية له 100 ألف شخص وطردت 150 ألف موظف حكومي من وظائفهم، مما عزز سلطته. ومع ذلك، لا يزال هناك ما يكفي من مظاهر الديمقراطية، حين أطاحت جماعات المعارضة بحليف إردوغان من رئاسة بلدية إسطنبول القوية عام 2019 وتأمل في تحقيق المزيد من المكاسب.
وذكر التقرير أيضا أحداثا أدت إلى انحدار الديمقراطية في بولندا والسلفادور وفنزويلا وتشيكيا وسلوفينيا، دون ذكر أي دولة عربية.
المصدر: الحرة