الرئيسية / مقالات رأي / Jamestown Foundation: الأحزاب الموالية لروسيا تعود في مولدوفا

Jamestown Foundation: الأحزاب الموالية لروسيا تعود في مولدوفا

بقلم: فلاديمير سوكر

الشرق اليوم- تسعى الأحزاب الموالية لروسيا في مولدوفا إلى فرض انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة هذه السنة، فتستفيد بذلك من أزمة اقتصادية غير مسبوقة لإسقاط القيادة الموالية للغرب.

حققت مايا ساندو و”حزب العمل والتضامن” الذي تنتمي إليه انتصارات ساحقة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نوفمبر 2020 ويوليو 2021 على التوالي، بفضل تعبئة المغتربين المولدوفيين في البلدان الغربية. في المقابل، فازت ساندو وحزبها داخل مولدوفا بفارق ضئيل، لكن لم يستفد الكرملين في هذين الاستحقاقَين الانتخابيَّين من تعبئة الناخبين المولدوفيين في روسيا لدفعهم إلى دعم المرشحين الموالين لموسكو في مولدوفا.

في الوقت الراهن، تشير جميع استطلاعات الرأي داخل مولدوفا (باستثناء ترانسنيستريا) إلى نتائج معاكسة تصبّ في مصلحة الأحزاب الموالية لروسيا وتعارض السلطات المقرّبة من الغرب.

لكن الرئيسة ساندو تحتفظ بالمركز الأول في جميع الاستطلاعات لأن الناس يثقون بها شخصياً، ويليها الاشتراكي إيغور دودون دوماً. تتراوح نسبة تأييد ساندو بين 20 و25 في المئة، أي أقل من نصف الأرقام التي حصدتها في الانتخابات الرئاسية. في المقابل، بالكاد يظهر قادة آخرون من “حزب العمل والتضامن” في هذه النتائج، وفي مطلق الأحوال تبقى ساندو، رغم تراجع أرقامها، “المحرّك الانتخابي” الوحيد في “حزب العمل والتضامن” في أي انتخابات مبكرة.

لم تتسلم ساندو و”حزب العمل والتضامن” دولة مستقرة وراسخة بل سلطة فارغة المضمون، ما يعني ضرورة بناء الدولة من الصفر تزامناً مع ترميم العقليات، وقد بدأت هذه الجهود في أغسطس 2021، حين تسلمت حكومة “حزب العمل والتضامن” السلطة، فركّزت الرئاسة والأغلبية البرلمانية والحكومة على التقرّب من الغرب للمرة الأولى في تاريخ مولدوفا، لكن هذه الجهود الضخمة تتطلب ولايتَين تشريعيتَين ورئاسيتَين متزامنتَين على الأقل. في المقابل، تتكل الأحزاب الموالية لروسيا على دعم موسكو لتغيير السلطات الراهنة عبر إجراء انتخابات مبكرة، ونظراً إلى الوضع الاقتصادي والسياسي السائد في غرب أوروبا وتغيّر المزاج العام في مولدوفا، قد يعجز “حزب العمل والتضامن” والرئيسة ساندو عن الاتكال على الشتات المولدوفي لدعمهم بقدر ما فعل في انتخابات 2020 و2021. في غضون ذلك، يصعب أن تفوّت روسيا فرصة أخرى لإيصال عملائها في مولدوفا إلى السلطة في حال إجراء انتخابات مبكرة هناك.

أمام هذا الوضع، تحاول السلطات في مولدوفا أن تدافع عن مصالح الدولة عبر إجراء تحقيقات عن شخصيات بارزة في “الحزب الاشتراكي” وحزب “شور” بعد ظهور أدلة على تورطها في فساد جنائي. لم يعد دودون عضواً في الحزب الاشتراكي لكنه يتابع التكلم وكأنه شخصية رائدة فيه. هو يخضع للإقامة الجبرية منذ نهاية مايو 2022. تجري النيابة العامة تحقيقاً حول دودون بتهمة الإثراء الشخصي والعائلي غير المشروع، وتمويل “الحزب الاشتراكي” بطريقة غير شرعية، وخيانة الدولة (تشير هذه التهمة الأخيرة على ما يبدو إلى تلقي تمويل من الكرملين). كذلك يقبع صهر دودون، بيترو ميرينيو، في الحبس الاحتياطي منذ ثلاثين يوماً بعد الاشتباه بتلقيه مبالغ مالية كبيرة بطريقة غير شرعية من مصادر غير معلنة ومحاولة إخفاء الأدلة.

في الوقت نفسه، يتعرض النائب الاشتراكي المرموق، كورنيليو فوركوليتا، للاستجواب بتهمة الإثراء غير المشروع، ويرتبط جزء من التُهَم على الأرجح بشراء قناتَين تلفزيونيتَين بأموال روسية مشبوهة.

أخيراً، رُفِعت الحصانة البرلمانية عن مارينا توبير، رئيسة الكتلة النيابية التي يرأسها حزب “شور”، وهي قيد الاحتجاز قبل محاكمتها منذ 23 يوليو، كما أن توبير مُتّهمة بتزوير تقرير مالي عن حزبها في عام 2021 وتلقي أموال من جماعة إجرامية منظّمة، ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات بحق مشبوهين من “الحزب الاشتراكي” وحزب “شور” تزامناً مع اعتقال شخصيات أخرى قريباً.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …